إن الهدف من كتاب مذكرات حرب أكتوبر للفريق سعد الدين الشاذلي هو إعطاء صورة حقيقية للأعمال المجيدة والمشرفة التي قام بها الجندي المصري في حرب أكتوبر 73. ويعد هذى الكتاب شهادة تقذف الباطل فتدمغه تصيبه في مقتل رغم كل السلطة والإعلام وكل من حاولوا إخفاء الحقيقة عن الشعب المصري والعربي والعالم أجمع.
يمكنك تصفح آراء القراء عن كتاب مذكرات حرب أكتوبر الفريق سعد الشاذلي على موقع جودريدز من خلال الرابط التالي:
طلب الحصول على كتاب مذكرات حرب أكتوبر الفريق سعد الشاذلي
يمكنك طلب نسخة من كتاب مذكرات حرب أكتوبر الفريق سعد الشاذلي من على موقع أمازون من خلال الرابط التالي:
أو من على موقع نيل وفرات من خلال هذا الرابط:
نبذة من كتاب مذكرات حرب أكتوبر الفريق سعد الشاذلي
المشاريع الاستراتيجية
لم نكف عن التفكير في الهجوم على العدو الذي يحتل أراضينا في أحلك ساعات الهزيمة في يونيو ١٩٦٧م، لقد كان الموضوع ينحصر فقط في متى يتم مثل هذا الهجوم وربط هذا التوقيت بإمكانات القوات المسلحة لتنفيذه وفي ١٩٦٨م بدأت القيادة العامة للقوات المسلحة تستطلع إمكان القيام بمثل هذا الهجوم على شكل “مشاريع استراتيجية” تنفذ بمعدل مرة واحدة كل عام.
وقد كان الهدف من هذه المشاريع هو تدريب القادة العامة للقوات المسلحة على دور كل منها في الخطة الهجومية. لقد اشتركت انا شخصيا (الفريق سعد الدين الشاذلي) في ثلاث من هذه قبل أن أعين رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة. ولقد اشتركت في المشاريع عامي ١٩٦٨م و ١٩٦٩م بصفتي قائداً للقوات الخاصة والمرة الثالثة عام ١٩٧٠م عندما كنت قائداً لمنطقة البحر الأحمر العسكرية.
إمكاناتنا الهجومية
عندما عينت رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية في ١٦ من مايو ١٩٧١م، لم تكن هناك خطة هجومية، وإنما كانت لدينا خطة دفاعية تسمى “الخطة ٢٠٠”، وكانت هناك خطة تعرضية أخرى تشمل القيام ببعض الغارات على مواقع العدو في سيناء ولكنها لم تكن في المستوى الذي يسمح لنا بأن نطلق عليها خطة هجومية وكانت تسمى “جرانيت”.
تطور الخطة الهجومية
قبل مرور شهرين على تعييني رئيساً للأركان العامة، كنت قد أصبحت مقتنعاً بان معركتنا القادمة يجب أن تكون محدودة ويجب أن يكون هدفنا هو “عبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واحتلاله ثم اتخاذ أوضاع دفاعية بمسافة تتراوح ما بين ١٠ و ١٢ كم شرق القناة” وأن نبقى في هذه الأوضاع الجديدة إلى أن يتم تجهيز القوات وتدريبها للقيام بالمرحلة التالية من تحرير الأرض.
الخطة بدر
- كانت الخطوط العريضة لخطتنا الهجومية بعد أن أخذت صورتها النهائية وبعد أن تغيير أسمها من “المآذن العالية” ال “بدر” تتلخص فيما يلي:
تقوم خمس فرق مشاة بعد التدعيم كل منها بلواء مدرع وعدد إضافي من الصواريخ مالوتكا المضادة للدبابات والتي تسحب من التشكيلات الأخرى غير المشتركة في عملية العبور باقتحام قناة السويس من خمس نقاط. - تقوم هذه الفرق بتدمير خط بارليف ثم تقوم بصد الهجوم المضاد المتوقع من العدو.
- ما بين ساعة +١٨ساعة وساعة +٢٤ساعة تكون كل فرقة مشاة قد عمقت ووسعت رأس الكوبري الخاص بها قاعدته حوالي ١٦ كيلو متر، وعمقه حوالي ٨ كم.
- بحلول ساعة +٤٨ساعة تكون فرق المشاة داخل كل جيش ميداني قد سدت الثغرات الموجودة بينها واندمجت مع بعضها في رأس الكوبري واحداً لكل جيش. وبحلول ساعة +٧٢ساعة يكون كل من الجيشين الثاني والثالث قد وسع رأس الكوبري الخاص به بحيث يندمج الاثنان في رأس كوبري واحد يمتد شرق القناة على مسافة تتراوح ما بين ١٠- ١٥كم.
- بعد الوصول إلى هذا الخط تقوم الوحدات بالحفر واتخاذ اوضاع الدفاع.
- يتم استخدام وحدات الإبرار الجوي والبحري على نطاق واسع لعرقلة تقدم احتياطات العدو من العمق وشل مراكز قيادته.
إنشاء خطوط جديدة للقيادة والسيطرة
إن السيطرة على قوات مسلحة قوامها حوالي المليون ضابط وجندي هي عمل صعب للغاية، فعندما شغلت منصب (ر.ا.ق.م.م) كان حجم القوات ٨٠٠٠٠٠، وقبل اندلاع حرب أكتوبر ٧٣ كانت القوات المسلحة حوالي ١٢٠٠٠٠٠ (مليوناً وخمسين ألفاً) في الجيش العامل، يضاف إلى ذلك ١٥٠٠٠٠ كان قد تم تسريحهم وتنظيم استدعائهم خلال السنتين السابقتين للحرب وبذلك وصل حجم القوات المسلحة إلى ١،٢٠٠،٠٠٠ ضابط وجندي ، كان حوالى ٥٨% منهم لا ينخرطون ضمن الوحدات الميدانية.
تشكيل وحدات جديدة
لقد كانت مشكلة الضباط هي مشكلة المشكلات؛ فقد كانت وحداتنا تشكو من النقص في الضباط بنسبة تتراوح بين ٣٠% و٤٠%، وكان إجمالي النقص العام في القوات المسلحة يصل إلى حوالى ١٥٠٠٠ ضابط فإذا اضفنا إلى هذا الرقم ما نحتاجه من ضباط للوحدات الجديدة التي سوف تنشأ خلال العامين التاليين، فقد قدرنا هذا الرقم بحوالي ١٥٠٠٠ ضابط آخر، ومعنى ذلك أنه يتحتم علينا لكي نستكمل مرتبات الوحدات من الضباط إعداد ٣٠٠٠٠ ضابط في خلال سنتين.
مشكلات العبور وكيف تم التغلب عليها
- قناة السويس كمانع مائي:
ويمكن وصف قناة السويس كمانع مائي – باختصار – بالنقاط التالية:
مانع مائي صناعي يتراوح عرضة بين ١٨٠ و٢٠٠ متر، وأجنابها حادة الميل ومكسوة بالدبش والحجارة لمنع انهيار الأتربة والرمال إلى القاع، وهذا يجعل من الصعب على أية دبابة برمائية أن تعبرها إلا إذا تم نسف أكتاف الشاطئ وتجهيز منزل ومطلع تستطيع المركبة البرمائية أن تستخدمها في النزول إلى الماء والخروج منه. - قيام العدو بإنشاء سد ترابي على الضفة الشرقية للقناة وبارتفاع يصل في الاتجاهات المهمة إلى ٢٠ متراً مما يجعل من المستحيل عبور أية مركبة برمائية إلى الشاطئ الآخر إلا بعد إزالة هذا القسم. وقد عمل الإسرائيليون بجد في تعلية هذا السد وزحزحته إلى القناة من ناحية العدو، وكان ميل هذا السد يتراوح بين ٤٥ و ٦٥ درجة طبقاً لطبيعة التربة في كل قطاع.
- وعلى طول هذا السد الترابي بنى الإسرائيليون خطاً دفاعياً قوياً أطلق عليه خط بارليف Barlev Line، وقد كان هذا الخط يتكون من ٣٥ حصناً تتراوح المسافة بين كل منها ما بين كيلو متر واحد في الاتجاهات المهمة و ٥ كيلو مترات في الاتجاهات الغير مهمة على طول القناة. أما في منطقة البحيرات فقد كانت هذه الحصون أكثر تباعداً إذ وصلت إلى ما بين ١٥-١٠ كم بين كل حصن وآخر.
إدخال عقائد جديدة
التصرف تجاه القنابل الزمنية
-
- كانت العقيدة السائدة في القوات المسلحة عند التعامل مع القنابل التي لم تنفجر تتلخص في أن نقوم بإخلاء المنطقة من جميع الأفراد ثم نتعامل مع القنابل بعد ٢٤ ساعة سواء برفعها أو تفجيرها، كان ذلك يعني أن القنبلة التي لا تنفجر تعتبر أكثر خطورة من القنبلة التي تنفجر فعلاً.
وتصحيحا لهذا الوضع أصدرت تعليماتي بتعديل هذه العقيدة لتكون كما يلي:
القنابل التي لم تنفجر يتم التعامل معها بواسطة المهندسين فوراً وفي أقصر وقت ممكن. وكنت أعلم ان هذه القنبلة قد تكون قنبلة زمنية وأنها قد تنفجر في أية لحظة طبقا التوقيت الذي حدده العدو لها، ومعا ذلك فإن من واجبنا أن نقبل هذه المخاطرة. - إذا سقطت إحدى القنابل أثناء المعركة بجوار أحد الكباري ولم تنفجر فإن تدفق قواتنا عبر الكوبري يستمر، كما أنه لم يحدث شيء. ومما لا شك فيه أن هناك احتمال أن تنفجر مثل هذه القنبلة قبل أن ينجح في تأمينها، ولكن حتى لو حدث ذلك فإن خسائرنا في الأفراد قد تتراوح ما بين ٥-٢٠ رجلاً، فإذا تصورنا أنه خلال ساحة زمنية واحدة يمكن أن تعبر حوالي ٢٠٠ عربة قتال وقارنا بين تعطيل عبور هذه القوه المقاتلة ومن احتمال أن نخسر حياة عدد من الرجال اتضح لنا أن المخاطرة محسوبة. أنها الحرب وليست هناك حرب دون خسائر، وواجب القيادة في النهاية هو الاختيار بين أخف الضررين.
- إذا ما سقطت قنبلة زمنية على أحد ممرات الطائرات من مطاراتنا العسكرية فإن الإقلاع والهبوط يستمران في المطارات ما دام إن ذلك لا يعوقهما عملياً بينما يقوم المهندسون بإبطال مفعول القنبلة.
- كانت العقيدة السائدة في القوات المسلحة عند التعامل مع القنابل التي لم تنفجر تتلخص في أن نقوم بإخلاء المنطقة من جميع الأفراد ثم نتعامل مع القنابل بعد ٢٤ ساعة سواء برفعها أو تفجيرها، كان ذلك يعني أن القنبلة التي لا تنفجر تعتبر أكثر خطورة من القنبلة التي تنفجر فعلاً.
ولا يزال هناك الكثير من الأسرار، سأترك لكم المجال لتكتشفوها بأنفسكم.
وصف كتاب مذكرات حرب أكتوبر الفريق سعد الشاذلي
اسم الكتاب | مذكرات حرب أكتوبر الفريق سعد الشاذلي |
تأليف | الفريق سعد الدين الشاذلي |
دار النشر | رؤية للنشر والتوزيع
دار بحوث الشرق الأوسط الأمريكية سان فرانسيسكو |
عدد الصفحات | ٤٠١ صفحة |
وفي النهاية، لا تنسى أن تقوم بمتابعتنا أيضاً على منصات التواصل الاجتماعي: