ظهرت أهمية وتأثير بترول العرب أثناء الحرب المصرية الإسرائيلية، حين امتنعت الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية عن تصدير البترول إلى الدول الداعمة لإسرائيل مثل الولايات المتحدة الأمريكية، ما أدى إلى توقف تام وشلل كامل لحركة المرور والمصانع آنذاك لذلك سوف نستعرض لك اليوم كتاب بترول العرب: دراسة في الجغرافيا البشرية.
ملخص كتاب بترول العرب دراسة في الجغرافيا البشرية
يبدأ الدكتور جمال حمدان كتابه بترول العرب بمقدمة يوضح فيها أن المشهور ارتباط البترول بالجغرافيا الاقتصادية فكيف تكون علاقته بالبشر والمجتمعات أو بمعنى أدق الجغرافيا الاجتماعية؟!
وهذا الكتاب ينقسم إلى ثلاثة أبواب رئيسية هي:
- الباب الأول: بترول العرب دراسة في الجغرافيا الاقتصادية.
- والباب الثاني: بترول العرب دراسة في الجغرافيا الاجتماعية.
- الباب الثالث: بترول العرب دراسة في الجغرافيا السياسية.
يندرج تحت كل باب مجموعة من الفصول.
بترول العرب دراسة في الجغرافيا الاقتصادية
الفصل الأول: الجيولوجيا الاقتصادية وأيكولوجية الإنتاج
يبدأ بتوضيح أن “نواة البترول” في العالم القديم تمتد من منطقة القوقاز حتى الخليج العربي، حيث أن تواجد البترول بمنطقة ما تعد “صدفة جيولوجية” تحدث حيثما تتوافر شروط وأركان هذه الصدفة، وهذه الشروط هي:
- البحار ذات الهوامش الضحلة الغنية بالحياة العضوية.
- تراكم الإرسابات الآتية من تعرية اليابس بانتظام.
- المناطق المحمية التي تشكلها السواحل.
ثم كانت حركة الالتواء التي رفعت الطبقات الرسوبية إلى السطح، وقد تحققت هذه الشروط في العالم العربي، ونلاحظ أنه كلما بعُدنا عن الالتواء كلما قلّت ضخامة رصيد البترول وقلّت جودته أيضا. يلي ذلك ذكر للمناطق المحتمل تواجد البترول فيها في الوطن العربي، حيث لا يمكن أن يوجد البترول في الصخور النارية أو على الرصيف البللوري القديم، وإنما يتواجد في الأحواض الرسوبية، كما لا تكون وفرة الاحتياطي متساوية، لا في الحجم ولا في النوع.
وتنقسم مناطق تواجد البترول في مصر إلى ثلاث درجات، مناطق الدرجة الأولى تشمل:
- سواحل خليج السويس والبحر الأحمر.
مناطق الدرجة الثانية، وتشمل:
- مياه خليج السويس حتى عمق 100 متر، وسواحل البحر المتوسط.
أما مناطق الدرجة الثالثة فهي:
- جنوب البحر المتوسط.
ثم يوضح د. جمال حمدان نوع البترول في العالم العربي وعمقه وتصرفه ما بين الحقول، أما أيكولوجية الإنتاج فهي ظروف الوسط الطبيعي والبشري التي يتم فيها الإنتاج، وغالبا ما تكون بيئة الإنتاج بيئة صحراوية خالية من الحضارة والعمران، وعليه فإن الاستثمار في البترول يستورد معه رؤوس الأموال والأيدي العاملة والماء والغذاء.
الفصل الثاني: تاريخ الإنتاج
أول ظهور للبترول في العالم العربي كان في مصر في جمصة عام 1869 م، يليها العراق عام 1871 م، ثم البحرين في عام 1932، ثم السعودية عام 1933، ثم الكويت وقطر. ولكن الإنتاج الفعلي للبترول تأخر كثيرا، ففي مصر مثلا بدأ إنتاج البترول عام 1909 م، وكذلك الحال في العراق الذي بدأ الإنتاج بعد الحرب العالمية الأولى في عام 1937 م.
ويؤكد د. جمال حمدان في كتاب بترول العرب: دراسة في الجغرافيا البشرية على أن إنتاج البترول في العالم العربي قد مرّ بمرحلتين، الأولى مرحلة تدريجية استمرت حتى عام 1946 م، وكان إنتاج الوطن العربي كله في هذه المرحلة أقل من إنتاج دولة إيران، فلم يزد الإنتاج العربي عن 87 مليون طن، أما المرحلة الثانية فهي مرحلة التطور الانفجاري فقد وصل الإنتاج العربي إلى نحو 20% من إنتاج العالم.
ينتقل أيضا إلى توضيح تطور إنتاج الوحدات في كل من العراق، السعودية، الكويت، وهم “الثلاثة الكبار”، أما المنتجون الصغار فهم مصر، البحرين، الجزائر، المغرب، ليبيا وقطر، ويشرح أيضا مستقبل الإنتاج ورصيد الدول العربية من البترول.
الفصل الثالث: جغرافية الحقول
تتكون النواة البترولية للعالم القديم من مجموعة أحواض بترولية، تضم بدورها عدة حقول بترولية، فمثلا يقع في الجناح الشرقي للعالم العربي حوض العراق الأعلى، وحوض الخليج العربي، حوض خليج السويس، أما الجناح الغربي فيتمثل في بترول الصحراء الكبرى ومنها حوض سدرة، حوض طرابلس، حوض فزان – بولينياك، حوض حاسي مسعود، حوض حاسي الرمال، وحوض عين صلاح.
الفصل الرابع: التكرير والاستهلاك
يبدأ الفصل بدراسة إقليمية لتكرير البترول العربي كل منطقة على حدا ثم ينتقل إلى الاستهلاك حيث لا تستهلك الدول العربية إلا جزءا يسيرا من بترولها، وذلك بسبب تخلف الصناعة، وانخفاض مستوى الحضارة وبالتالي فإن أغلب البترول العربي يتم تصديره.
الفصل الخامس: جغرافية النقل
إن جغرافية النقل تعتمد في الأساس على مواقع حقول الإنتاج وأماكن أسواق الاستهلاك، وتم النقل بطريقتين:
- الطريق البري أو طريق الأنابيب.
- والطريق البحري أو طريق السويس بالناقلات.
فيشرح بشكل مفصل طرق امتداد أنابيب البترول في الوطن العربي، وكذلك تطور حركة نقل البترول في قناة السويس.
بترول العرب دراسة في الجغرافيا الاجتماعية
الفصل السادس: الثورة البترولية والاقتصاد العربي
يبدأ بتفصيل تأثير البترول على الدخل القومي العربي، فيوضح الاقتصاديات النقدية قبل البترول بالنسبة لدول الإنتاج الصحراوية حيث لا وزن لاقتصادياتها قبل البترول، أما بعد البترول فإن الشركات كانت تستحوذ على الجزء الأكبر من الأرباح، ولكن تطورت عائدات البترول بعد مبدأ المناصفة فحققت عائدات البترول العربي في عام 1958 م 290 مليون دولار. أما التركيب الوظيفي فيتطور بتطور الحِرَف والوظائف نتيجة لمختلف الأنشطة التي ترتبت على البترول فقد تطورت الصناعة والتجارة والخدمات وحتى الزراعة.
الفصل السابع: الثورة البترولية والمجتمع العربي
يُلقي المؤلف بالتاريخ على أهم نقاط التحول في تاريخ العرب وفي مقدمتها الإسلام، قناة السويس، البترول، فيوضح في مقارنة بين الدول العربية عدد السكان في الفترة من 1960 م – 1962 م، ونسببتهم في كل دولة، واحتياطي البترول، ونصيب الفرد بالبرميل من الاحتياطي، وأيضا الإنتاج بالطن ونصيب الفرد من الإنتاج. كما يؤكد على أهمية دور البترول في الصحراء كما دور الماء في الزراعة، فهو أداة لاستيراد الحضارة وعنصر هام في دفع عجلة التقدم، وتغيير التركيب الاجتماعي خاصة لدول الصحراء.
الفصل الثامن: الثورة البترولية والعمران العربي
يقوم العمران في الأساس على تواجد السكان، فنلاحظ انخفاض عدد السكان في الدول قبل البترول، ولكن بظهور البترول يزداد تدفق الهجرة سواء العربية أو الأجنبية خاصة في دول الخليج العربي، ولكن يظل الماء عامل ضابط للحياة البشرية، حيث أن نضوب البترول سيجعل القاعدة الاقتصادية تنكمش وبالتالي لن تتحمل السكان. ويتأثر تركيب السكان والمجتمع بعامل الهجرة، فالمناطق الطاردة تعتبر أصل النقاوة والتجانس قوميا وجنسيا، بينما المناطق الجاذبة وهي في الغالب مناطق أو مجتمع البترول فتتصف بعدم التجانس.
بترول العرب دراسة في الجغرافيا السياسية
الفصل التاسع: البترول وجغرافية الاستعمار في العالم العربي
يحلل المؤلف استراتيجية الاستعمار في العالم العربي قبل البترول، فقد اعتبر الاستعمار الوطن العربي ممرا لمستعمراته في الشرق لا مقرا للاستعمار، وبهذا فإن الذي جذب الاستعمار للشرق إنما هو الموقع الاستراتيجي لا الموارد المحلية، أما بعد البترول فقد أصبح الوطن العربي ممرا ومقرا للاستعمار.
الفصل العاشر: البترول والوزن السياسي للعرب
لقد ضاعف البترول من الثقل السياسي للعالم العربي، وبرهن على أن في يد العرب سلاحا سياسيا خطيرا، مثلما منعت العراق البترول عن أنبوب حيفا بعد الاحتلال الاسرائيلي، ومع هذا السلاح الخطير فما يزال الوطن العربي تابعا اقتصاديا لأوروبا وأمريكا.
الفصل الحادي عشر: بترول العرب في الاستراتيجية العالمية
ظل الوطن العربي لفترة طويلة منطقة استعمار وصراع للقوى العظمى، حتى فَقَد الاستعمار معظم أرضه في العالم كله بما في ذلك العالم العربي الذي يسعى لأن يكون منطقة حياد لا انحياز. أما بالنسبة للغرب فبعد أن توقفت أمريكا عن إمداد أوروبا بالبترول، اعتمدت أوروبا على بترول العرب، ولكن الشرق فعلى العكس تماما فهو لا يخضع لمُصدِّر خارجي للبترول، وإنما يصل رصيده إلى 0.1 من الاحتياطي العالمي
الفصل الثاني عشر: البترول في السياسة الداخلية بين العرب
في البداية كانت الدول الزراعية تمثل قلب العالم العربي في حين لم يكن لدول الصحراء أي دور، ولكن بظهور البترول فقد تم إعادة توزيع الأثقال والأوزان السياسية في المنطقة. وتسبب البترول على يد الاستعمار في تخطيط حدود بعض الدول العربية، ما أثار بعض المشاكل السياسية، كما حدث بين السعودية ودويلات الخليج، وأيضا مشكلة الحدود بين المغرب والجزائر، ولكن للمؤلف نظرة مستقبلية إيجابية فيرى أن بترول العرب لن يكون مذيبا للوحدة العربية بل سيكون “أسمنت” القومية العربية.
وصف كتاب بترول العرب: دراسة في الجغرافيا البشرية
اسم الكتاب | بترول العرب: دراسة في الجغرافيا البشرية |
اسم المؤلف | د/ جمال حمدان |
عدد صفحات الكتاب | 306 صفحة |
سنة النشر | 1964 م |
دار النشر | مكتبة دار المعرفة |
معلومات عن مؤلف الكتاب
ولد دكتور جمال حمدان بقرية ناي محافظة الدقهلية، عام 1928 م، تخرج من قسم الجغرافيا كلية الآداب عام 1948 م، ثم سافر في بعثة إلى بريطانيا فحصل على الدكتوراه في فلسفة الجغرافيا من جامعة ريدنج عام 1953 م، ومن أشهر مؤلفاته موسوعة شخصية مصر- دراسة في عبقرية المكان، توفي عام 1993 م.
وفي النهاية، لا تنسى أن تقوم بمتابعتنا أيضا على منصات التواصل الاجتماعي: