يشير التقييم المشروط (Evaluation Conditioning) إلى تكوين أو تغيير الموقف (الإعجاب) لشيء ما عن طريق إقرانه بالمنبهات التي تثير المشاعر الإيجابية أو السلبية بشكل طبيعي. وفي هذا المقال سوف نتحدث عن كل ما تريد معرفته عن سيكولوجية التفييم المشروط من حيث تعريفه وأسبابه.
ولقد أثبتت الدراسات أن الكائن في الأصل يكون محفزًا محايدًا ولكنه يصبح حافزًا مشروطًا Conditioned Stimulus بعد الاقتران مع المنبهات غير المشروطة التي يمكن أن تثير المشاعر بالفطرة. بينما التقييم المشروط (EC) هو متغير مهم من التكييف الكلاسيكي لأن اقتران المنبهات يمكن أن يغير الاستجابة العاطفية للمحفز المشروط (CS).
أهمية التقييم المشروط
- يعتبر الاقتراب من الأشخاص الذين نحبهم وتجنب أولئك الذين لا نحبه سلوكًا بشريًا طبيعيًا. ودائمًا ما نميل إلى الرغبة وشراء الأشياء التي نحبها في كثير من الأحيان أكثر من الأشياء التي لا نحبها. مثلًا يصوت الناس للسياسيين الذين يجدونهم جذابين ومقنعين، ولا يصوتون لهؤلاء الذين يجدونهم منفرين.
- كما يمكن أن تؤثر مواقفنا أو تفضيلاتنا بشكل كبير على انتباهنا وذاكرتنا وقراراتنا وسلوكنا.
- ويمكننا تكوين مواقف صريحة بوعي من خلال عملية نشطة وجادة تتضمن تقييمنا للموضوع أو القضية أو الشخص. ولكن يمكن أيضًا تكوينها من خلال الارتباط الضمني بشيء آخر أثناء التقييم المشروط، وهي آلية حيوية تؤثر على إعجاب المرء بالأشياء.
مسببات التقييم المشروط
- عادة ما يحدث تكوين المواقف من خلال التقييم المشروط خارج وعينا الواعي.
- تشبه هذه المواقف الضمنية ردود الفعل الغريزية ونقص الوعي بالسبب الأساسي.
- تم اقتراح عدد من الأسباب لشرح حدوث تشكيل الموقف وإجراء التقييم المشروط في البشر.
قوة التعلم الضمني والتقييم المشروط
- العديد من أهدافنا تنبع من العقل اللاواعي وغير المتعمد. فغالبًا ما يتأثر السعي وراء الأهداف بالعوامل البيئية خارج وعينا الواعي. ويتم تحضير أفعالنا الناتجة من خلال تلك العوامل البيئية.
- لذلك يمكن للناس القيام بعمل ما دون معرفة سبب قيامهم به أو ما هي أهدافهم النهائية. وبالتالي، فإن تمهيد تمثيلات الأهداف يمكن أن يعزز الجهود المبذولة لتحقيق هذه الأهداف.
- وعندما يرتبط سلوك ما بشكل غير ملحوظ بحالة عاطفية إيجابية، يكون الناس على استعداد لتبني هذا السلوك. ويكون الناس أكثر حماسًا ويعملون بجد أكبر في هذه المهام.
أمثلة على Evaluative Conditioning
التسويق الإعلاني ADVERTISING & MARKETING
تطبق صناعة التسويق والإعلان مفاهيم EC بانتظام للتأثير على نفسية المستهلك. مثلًا: تُعد إعلانات Coca-Cola “have-a-Coke-and-a-smile” مثالاً معروفًا للتقييم المشروط باستخدام المعلومات المرئية. حيث تعرض هذه الإعلانات اسم العلامة التجارية (CS) لشركة كوكاكولا بشكل متكرر بجوار الصور الممتعة لأشخاص سعداء ومبتسمين.
جمعية المشاهير CELEBRITY ASSOCIATION
حيث يعد تعيين مؤيدين من المشاهير أو متحدثين رسميين ممارسة شائعة في مجال الإعلان. فمن خلال الظهور معًا بشكل متكرر، فتصبح العلامة التجارية مرتبطة بمصداقية المشاهير، ومصداقيتهم، وإقناعهم، وإعجابهم، وغير ذلك من القيم الإيجابية.
وتظهر النتائج الحالية أن التغيير الإيجابي أسهل من التغيير السلبي. بالإضافة إلى ذلك، فإن تغيير التكافؤ يكون أسهل في المواقف الإيجابية والسلبية بشكل معتدل من المواقف الإيجابية أو السلبية بقوة.
هذا هو السبب في استمرار بعض المواقف المتجذرة بعمق مع مرور الوقت وتقاوم الإقناع المضاد. وبالتالي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سلوكنا وقراراتنا في الحياة اليومية.
وفي النهاية أتمنى أن يحوز هذا المقال عن سيكولوجية التقييم المشروط على إعجابكم، وأن يكون قد اشتمل على كل المعلومات المتعلقة بهذا المفهوم الهام. ولا تنسى عزيزي القاريء أن تقوم بمتابعتنا أيضًا على منصات التواصل الإجتماعي:
