يعد مرض سمنة الأطفال من الأمراض المعقدة التي تفشت في العقود الأخيرة من القرن الماضي وحتى يومنا هذا. بسبب زيادة الإقبال على الأكلات السريعة، المليئة بالسعرات الحرارية، خصوصًا السكريات والدهون. والمفتقرة للمواد الغذائية الضرورية كالفيتامينات والمعادن. كما أن رتم الحياة السريع وعمل الأبوين بدوام كامل في معظم الأحيان تسبب في عدم كفاية الوقت للطبخ المنزلي الصحي. وفي هذا المقال الهام سوف تجد كل ما تريد معرفته عن مرض سمنة الأطفال (Childhood Obesity).
سمنة الأطفال كمرض مزمن
بصفتك أحد الوالدين، فأنت تريد أفضل صحة ممكنة لطفلك. ودائمًا ما نسأل أنفسنا عما يمكننا فعله للحفاظ على صحة أطفالنا. وتعد أهم خطوة في فهم صحة طفلك هي التحقق مما إذا كان لديه وزن زائد. وذلك لأن الوزن الزائد (السمنة) يمكن أن يؤثر على صحتهم العامة.
في الواقع، نطلق على السمنة اسم مرض مزمن لأنها يمكن أن تؤثر على كل جزء من أجزاء الجسم. ويمكن أن يتداخل حتى مع الطريقة التي نشعر بها بالجوع والامتلاء ومعالجة الطاقة.
السمنة مرض يمكن علاجه، مثل الربو والحالات المزمنة الأخرى.
غالبًا ما تستمر السمنة في مرحلة الطفولة حتى مرحلة البلوغ إذا لم يتم علاجها. ويمكن أن يؤدي إلى أمراض أخرى مثل:
- مرض السكري من النوع 2.
- ومرض الكبد الدهني غير الناجم عن شرب الكحول.
- ارتفاع الكوليسترول.
- وارتفاع ضغط الدم.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- مشاكل العظام (العظام والمفاصل).
مسببات سمنة الأطفال
لا تقتصر أسباب السمنة على العوامل الفردية أو العائلية فقط، مثل الوراثة والتغذية والنشاط البدني. كما أنها تنطوي على مواقف متعددة ومعقدة في البيئة الأوسع يمكن أن تؤدي إلى السمنة. مثل:
- النظم الغذائية غير العادلة والعوامل الاقتصادية، التي يمكن أن تجعل من الصعب على بعض الأسر الوصول إلى خيارات غذائية صحية أو تحمل تكاليفها.
- البيئات المادية غير الآمنة، والتي يمكن أن تحد من فرص النشاط البدني والتمارين الرياضية واللعب النشط.
- مصادر التوتر السام مثل التعرض للعنصرية. يمكن أن يؤثر الإجهاد السام على الهرمونات التي تنظم الوزن، من بين تأثيرات صحية أخرى.
كيف يتم تشخيص الطفل بزيادة الوزن أو السمنة؟
- أحد الإجراءات التي نستخدمها للتحقق من الوزن الزائد هو مؤشر كتلة الجسم (Body Mass Index (BMI. وهو عملية حسابية تقارن طول طفلك ووزنه. ويتيح لنا معرفة ما إذا كان في نطاق صحي بالنسبة لسنه وجنسه. ولكن لا يخبرنا مؤشر كتلة الجسم نفسه عن صحتهم داخل أجسامهم. ومع ذلك، فهي علامة خارجية لما يمكن أن يحدث داخل أجسامهم.
- إذا كان مؤشر كتلة الجسم لطفلك خارج نطاقه الصحي، فيُشار إلى ذلك باسم زيادة الوزن أو السمنة. وسيرغب طبيبك في الاستكشاف ومعرفة المزيد. وذلك لأن الوزن الزائد يمكن أن يؤثر سلبًا على الجسم. كما يمكن أن يؤثر على الأعضاء الداخلية، ويسبب التهابات ومشاكل في جهاز المناعة وكيمياء الجسم، فمثلًا تؤثر السمنة أيضًا على الصحة العقلية. وهذه التأثيرات غير مرئية من الخارج.
- هذا هو السبب في أن طبيبك سيسألك أنت وطفلك أسئلة حول الطريقة التي يعمل بها الجسم. وسيقومون أيضًا بقياس صحة الجسم عن طريق طلب التحليل في المختبر وعمل الاختبارات الأخرى التي يطلبها طبيبك. والهدف من هذا التقييم هو التأكد من أن طفلك يتمتع بصحة جيدة من الداخل.
أهمية مؤشر كتلة الجسم BMI: كيف هي صحة طفلك من الداخل؟
نحن نعلم أن الوزن الزائد أو ارتفاع مؤشر كتلة الجسم هو مجرد جزء من اللغز. ففي بعض الحالات، يكون الأطفال والمراهقون الذين يعانون من زيادة الوزن أو ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يتمتعون بصحة جيدة من الداخل. ولكن يمكن أن يتطور آثار الوزن الزائد أو ارتفاع مؤشر كتلة الجسم مع الوقت، لذلك سيرغب طبيبك في مراقبة هذه الاختبارات باستمرار.
لماذا من المهم علاج سمنة الأطفال مبكرًا؟
- نحن بحاجة إلى العمل من أجل تحقيق بيئة أفضل حيث يمكن لجميع الأطفال والأسر أن يكبروا بصحة جيدة. ومع ذلك يجب أن تضع في اعتبارك أن علاج زيادة الوزن والسمنة يمكن أن ينجح على الرغم من البيئات غير الصحية.
- فقد تكون هناك حاجة إلى علاج السمنة والأمراض المرتبطة بها لسنوات عديدة. ويتطلب الأمر شراكة مستمرة مع طبيب طفلك والاهتمام بالمرض من خلال السلوك الصحي المكثف وعلاج نمط الحياة الخاص بطفلك. ويمكن أن يساعد هذا على زيادة قدرة عائلتك على البقاء بصحة جيدة من الداخل ومعالجة الوزن الزائد. وفي بعض الحالات المستعصية، قد يوصى باستخدام الأدوية وجراحة الأيض وجراحة السمنة كعلاج.
ركّز على الصحة وليس على مظهر الجسم
- من المهم الاعتراف بالآثار الضارة للانحياز للشكل المثال وأن الوزن الزائد هو وصمة العار. فلا مكان للوم الطفل بشأن شكل الجسم أو حجمه. بينما المهم هو أن تعمل أجسامنا بطريقة صحية. فإن إلقاء اللوم على شخص ما بسبب السمنة يشبه إلقاء اللوم على شخص ما على إصابته بالربو. إنه غير مفيد وغالبًا ما يكون ضارًا ويعيق عن العلاج الفعال.
- على غرار الأمراض المزمنة الأخرى، يجب أن ينصب تركيز علاج السمنة على عوامل الصحة العامة ونوعية الحياة المهمة لطفلك وعائلتك. على سبيل المثال، قد تتضمن أهداف العلاج الانتظام في الدراسة وعدم الغياب، والمشاركة في أحداث مثل المشي على الأقدام والجري والسباحة وتحسين احترام الذات.
وفي النهاية تذكر عزيزي القاريء أن صحة طفلك مهمة لك كوالد. ويعد قياس مؤشر كتلة الجسم وتقييم الآثار الصحية للسمنة جزءً من الحفاظ على صحة طفلك. ولا تنسى أن تقوم بمتابعتنا أيضًا عبر منصات التواصل الاجتماعي: