سوف نقدم إليكم في هذه التدوينة كتاب عصري جداً من نوعه وهو فن الكلام وأصول الحوار الناجح أي يناسب هذا العصر ولا غني عن معرفة المحتوى الذي يقدمه حيث يختص هذا الكتاب بتنمية مهارات التواصل وفن الكلام. ويعد الكاتب الدكتور إيهاب فكري هو أحد المهتمين بتنمية القدرات الإدارية للشباب في مصر، ولن يأتي ذلك إلا من خلال معرفة مهارات التواصل الفعال التي ستساعدك كثيراً على تحقيق أهداف لم تكن لتبلغها دون تنمية مهارات الاتصال لديك.
يتحدث الكاتب في هذا الكتاب عن أربعة أبواب أساسية حول فن الكلام وهما:
- فن الاستماع.
- مقاطعة المتكلم.
- الفرق بين الجدل والنقاش.
- دائرة العشم.
وقد استخدم الكاتب أسلوب اللغة العامية في بعض الجمل الحوارية لكي يقترب من جميع الفئات، كما أنها لها تأثير ومصداقية أكثر لدى القراء في لغة الحوار. فإذا كنت تريد أن تنمي مهارات التواصل وتتعلم أصول فن الكلام، فيمكنك معاينة آراء القراء عن هذا الكتاب من خلال هذا الرابط:
ملخص كتاب فن الكلام وأصول الحوار الناجح
في البداية، دعونا نتحدث مجملاً عن هذه الأبواب:
الباب الأول: فن الاستماع
يرى الكاتب أن أول فنون الكلام هو عدم الكلام وهو ما أطلق عليه فن الاستماع، فالجميع يسير وفقاً لمبدأ أنا أتكلم إذن أنا موجود ولكن هل لهذا الكلام فائدة أو معنى أم لا وذلك لأنه يتحدث فقط دون أن يسمع على الرغم من أن الاستماع قد يزيد من قدرات الشخص ويوسع دائرة معرفته وهذه هي أول مهارة يجب أن يكتسبها المتحدث في فن الكلام حيث يجب أن يجيد المتحدث جوانب الموضوع الذي سيتحدث عنه.
وهنا قد فرق الكاتب بين نوعين من الصمت فهناك صمت إيجابي وصمت سلبي وأشار إلى أن الصمت الإيجابي هو المطلوب حيث يعطي لصاحبه فرصة للتحدث ويدعو إلى التفكير والتأمل واكتساب الخبرات أما الصمت السلبي فضرره أكثرمن فائدته لأن المتحدث في هذا النوع من الصمت يكون خائفاً من الكلام لكي لا يقول شيئاً غير مقبولا وهو راجع إلى عدم ثقته بنفسه.
ملخص الفكرة: ليس دائماً الصمت دليل على التفكير والتأمل قد يكون دليل على العزلة وعدم الثقة بالنفس وكذلك كثرة الكلام دون داعي قد يكون ليس له جدوى، فخير الكلام ما قل ودل وخيرالأمور الوسط أي لا بد أن يكون للكلام معنى وللسكوت أيضاً معنى.
الباب الثاني: مقاطعة الكلام
حيث أكد الكاتب على ضرورة إعطاء أهمية للمتحدث أكثرمن الحديث نفسه حتى وإن كان الكلام ليس له قيمة على الإطلاق لأن أحد أهم فنون الكلام التي يجب تعلمها احترام المتكلم والإنصات إليه بجدية وهنا شدد على عدم قطع المتحدث ووصفها بأنها أسوء عادة قد تضعف مهارات التواصل مع غيرك لأنها تعطي انطباعاً للمتكلم بإنك غير مهتم بما يقوله وتريد تحويل مسار حديثه.
وقد حدد الكاتب أن أسباب مقاطعة الكلام ترجع إلى النقاط التالية:
- عدم اهتمام المستمع بما يقال أو يريد التحدث عن نفسه.
- المقاطعة لمجرد تصادف أحداث ما يسمعه وموقف مر به فيقوم بقطع الكلام يتحدث عن تجربته الشخصية.
- والمقاطعة للمعارضة.
- المقاطعة للموافقة.
- والمقاطعة الفكاهة.
وقد قام الكاتب باستعراض كل سبب من هذه الأسباب على حدة في كتاب فن الكلام وأصول الحوار الناجح وتحدث عنها باستفاضة وكيفية التعامل معها وبإمكاننا اختصارها في الأتي:
بخصوص النوع الأول الذي يغير مجرى الحديث لأسباب ترجع لعدم اهتمامه، فإذا حدث ذلك معك وقام أحد مقاطعاً كلامك اثناء الحديث فلا داعي لتغيير الموضوع الذي تتناقش فيه فمن الممكن تغيير الطريقة التي تتناول بها الموضوع يصبح الحديث شيقا أكثر.
إما النوع الثاني فهذا النوع من البشر يسمع أي موقف يقول مثلما حدث معي فهو دائم الشكوى والإنسان الذي يشكو كثيراً هو أبعد ما يكون لفن الكلام حيث سيكون هذا الشخص بعد فترة وحيداً حيث سيفر منه الجميع، وقد نوه الكاتب على أهمية التغلب على هذه العادة السيئة بأننا إذا أدرنا مقاطعة المتكلم، فعلينا أن نتوقف عن ذلك ونسأل أنفسنا هل مقاطعتي أهم إم الحديث الذي يرويه المتكلم وهنا يعلمنا الكاتب أنه يجب التفكير قبل إتخاذ قرار مقاطعة الحديث، كما أنه يجب علينا التفكير قبل بدء الكلام عموماً.
والنوع الثالث الذي وهو يقاطع من أجل المعارضة فهو ينظر إليه دائماً أنه مدمر للعلاقات الاجتماعية لهذا شدد الكاتب أنه ينبغي الاستماع جيداً والإنصات باهتمام للمتحدث لأن الاستماع لكلام المتكلم لآخر جملة مفيدة هي من آداب الحديث. أما بالنسبة للنوع الرابع هو عكس النوع السابق فهو يقاطع للموافقة على كلامك حيث يكون المستمع إليك متحمس جداً للدرجة لا يستطيع استكمال الموضوع ولكن هذا غير صحيح لأن هذا الانقطاع المستمر المتكرر للحديث قد يفقد الحديث قيمته وجدواه كما تشعر المتحدث بعدم الاهتمام والدونية.
المقاطعه للفكاهة النوع الأخير من يقاطع بغرض إلقاء نكتة أو تعليق ساخر يعتقد أنه ظريف بينما أنت تتحدث في موضوع جاد ولا يحتمل الهزل فقد يقلل من شأن الحوار ولا يزيد المقاطع إلا نفوراً. فالخلاصة من الفكرة السابقة يجب أن ألا تقاطع إلا في أضيق الحدود حتى لا تنتشر هذه الصفة في مجتمعاتنا لأنها تعد أسوأ عادة في مهارات التواصل بين الناس.
الباب الثالث: الفرق بين الجدل والنقاش
فالكثير منا لا يعرف أن هناك فرق بينهم، فالنقاش هو عبارة عن حوار صحفي بين أكثر من طرف يتناقشوا حول موضوع معين لمحاولة الوصول إلى الحقيقة. وقد ذكر الكاتب عدة نقاط للتمييز بين النقاش والجدل وهما:
- المقابلة: تبرز الفرق بين الجدل والنقاش حيث النقاش عادة يكون حول موضوع يتفق الطرفان عليه ويحاولوا إثبات وجهات نظر تؤيده، أما الجدل فيكون العكس حيث يتم فيه إظهار رأي شخص على حساب الآخر.
- رفع الصوت، سرعة الرد، كثرة مقاطعة المتكلم: من علامات الجدل حيث أن الصوت العالي ليس من خصائص النقاش لأنه يعد نوع من أنواع العنف حيث يقوم المستمع برفع صوته أيضاً ومن ثم لا يمكن أن نطلق على هذا الحوار نقاش.
- توجيه النقد للشخص المتكلم: هي أيضاً من سمات الجدل وليس النقاش، فالطبيعي أن يتم توجيه النقد إلى الكلام وليس المتكلم وبالتالي فهو نقد غير موضوعي يتحول من خلاله النقاش إلى جدل.
فالخلاصة من الفكرة السابقة: الجدل آفة، والمجادل شخص غير مرغوب فيه وغير محبوب اجتماعياً، كن موضوعياً في حديثك ولا تكن مجادلاً.
الباب الرابع: دائرة العشم
عرفها الكاتب بأنها منطقة الأمان في علاقتنا الإنسانية حيث نظن أننا إذا أخطأنا بحق هؤلاء الأشخاص لن نخسرهم وهذا غير صحيح. والخلاصة من الفكرة السابقة: بإمكانك التعامل مع الأشخاص داخل دائرة العشم دون تكليف ولكن إحذر من رفع الذوق والمجاملة والتشجيع لأن هذا سوف يؤثر على علاقتكم بالطبع ويجعلها أكثر جفاءاً، واستشهد الكاتب على كلامه فالمقولة التي تنص على “لا كرامة لنبي في وطنه” وقال”لا كرامة لإنسان داخل دائرة العشم“.
عرض مختصر لمحتوى كتاب أصول فن الكلام
وقد لخص الكاتب هذه المحطات السابعة الرئيسية لتعلم أصول فن الكلام:
- المكالمة التليفونية: إبدأ المكالمات بطريقة كلاسيكية حتى تتعرف على أحوال الطرف الأخر.
- العتاب: لا تبدأ بمقابلة الناس بالعتاب، ولا تجعله من سماتك الشخصية حتى لا يشعر الناس بثقل التعامل معك.
- الغيبة: تجعل الناس يفقدوا الثقة بك، وإذا حدث ذلك فلن يكون لفن الكلام أي فعالية.
- اللازمة: هناك دائماً لازمة في الكلام لا تفارق لسانك، تخلص منها.
- حضرتك: كلمة حضرتك ما هي إلا ثقافة مجتمعية لاحترام الأكبر منك سناً ومقاماً، لا داع أن تثورعلى هذه الثقافة طالما أنها لم تضرك في شيء.
- الكلام أخذ وعطاء: اجتهد في اختيار الأسلوب المناسب لتحصل على أعلى فائدة من الحوار.
- التعميم: عند حكمك على أي رأي، فكن منصفاً ولا تلجأ إلى التعميم وإن كان لا بد ذلك فعليك بالاعتقاد والتغليب.
وصف كتاب فن الكلام وأصول الحوار الناجح
اسم الكتاب | فن الكلام وأصول الحوار الناجح |
اسم المؤلف | د/ إيهاب فكري |
دار النشر | مؤسسة صوت القلم العربي |
سنة النشر | 2009م |
عدد الصفحات | 101 صفحة |
القسم | مهارات التواصل |
وفي النهاية، لا تنسى أن تقوم بمتابعتنا أيضاً على منصات التواصل الاجتماعي: