كتاب ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

0

اليوم سوف نقدم إليكم موضوعا من أهم الموضوعات التي ينبغي على كل مسلم أن يكون على دراية ومعرفة تامة بها لأنها من الموضوعات الشائكة التي تهم كل مسلم وهي المرويات التي لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن شاع انتشارها والبعض يتعامل معها على أنها من السنة أو الهدي النبوي لذا فسوف نستعرض سويا مضمون كتاب ما شاع عن النبي ولم يثبت في السنة النبوية والهدف من ذلك هو تنقية السيرة العطرة والتمييز بين الأحاديث الصحيحة و الضعيفة وبالتالي يشمل هذا الكتاب على كل ما يخص النبي الكريم بداية من مولده مرورا بأهم المحطات الرئيسية بها، فهيا بنا لنستمتع سويا بسيرة سيد الخلق وأشرفهم أجمعين.

يمكنك معاينة آراء القراء حول كتاب ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية من خلال موقع جودريدز وهو متوفر في المربع التالي

آراء القراء

ملخص كتاب ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

مولد النبي صلى الله عليه وسلم

من المتعارف عليه أن النبي ولد في عام الفيل ولكن هنا تتباين الآراء فهناك من يقول أنه ولد بعد عام الفيل بشهر أو ربما بخمسين يوما أو أكثر وهناك أقوال أخرى تقول أنه ولد بعد عام الفيل  بعشر سنوات، ثم بعد ذلك ثبت بما لا يدع مجالا للشك أن النبي ولد يوم الإثنين في 20 نيسان/ إبريل سنة 571 عام الفيل، كما ثبت أيضا أن وفاته كانت في 13 ربيع الأول سنة 11 من الهجرة وبحساب الفرق العمري بين مولده ووفاته هو 63 سنة.

جلوسه صلى الله عليه وسلم وهو صغير على فراش جده

الشائع كان الرسول صلى الله وعليه وسلم يجلس على فراش الكعبة المشرفة كان يضعه له جده عبد المطلب ولا يريد لأحد غيره أن يجلس عليه إجلالا له، ولكن قد شكك الرواة في هذا السند وأنه سند ضعيف وفيه انقطاع .

الاستسقاء به وهو صغير

كان يروى عن ابن سعد في (الطبقات) أن كل قبيلة كانت تخرج بغلام أو أمة للاستسقاء إلى أن جاء النبي وعندها سمع جده عبد المطلب قائلا ينادي في المنام: يا معشر قريش، إن هذا النبي مبعوث منكم وهذا إبان خروجه وبه يأتيكم الحيا والخصب.

اشتراكه صلى الله عليه وسلم في حرب الفجار

كان شائعا أن النبي قد اشترك في حرب الفجار التي هاجت بين قريش وقيس عيلان وشهد بعض أيامها وكان عمره حوالي خمسة عشر عاما حيث كان يخرج من أعمامه  ولكن ذكر ابن اسحاق وابن كثير والذهبي أن هذه القصة بدون إسناد كما أن تحدث عنها أيضا الإمام الغزالي في كتابه فقه السيرة، وصحيح السيرة أنه لم يثبت عن الرسول أنه حضر في حرب الفجار.

عمر السيدة خديجة عند زواجه بها

روت أغلب كتب السيرة أن عمر السيدة خديجة حين تزوجها النبي كان 40 عاما وأنها توفيت عن عمر يناهز 60 عام وكان ذلك باتفاق معظم الكتاب وأن عمر النبي وقتها 25 عام، ولكن هناك بعض السند وهو ضعيف أن الرسول كان عمره 28 عام  وأن السيدة خديجة كان عمرها آنذاك 35 عام توفت عن عمر 65 عام ولكن ثبت أن هذا السند غير صحيح، ولكن عمرها الحقيقي كان 40 حين تزوجت النبي وأنجبت بعدها ذكرين وثلاث إناث كل ذلك قبل إتمامها الخمسين من العمر أي قبل بلوغ المرأة سن اليأس.

قصة سبي زيد بن حارثة

لم يتم بيع زيد بن حارثة في سوق عكاظ فأتخده النبي كما أشيع في بعض كتب السيرة لكن الأصل في هذه القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب زيد الصبي زيد بن حارثة وكان فقط يريد أن ينسبه إليه ويسمى زيد بن محمد من شدة حبه له وكان يدعوه الجميع بزيد بن محمد حتى نزلت الآيات القرآنية الكريمة “ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله” ومن هنا حرم الله التبني في الإسلام.

قصة نسيج العنكبوت والحمامتين في الغار

اختبئ النبي في غار حراء خوفا من أن يقتله كفار قريش الذين اتفقوا على ذلك فأطلع الله النبي على هذا الاتفاق فبات سيدنا علي في فراش النبي هذه الليلة وحينما مر الكفار على الغار فرأوا على بابه نسيج العنكبوت وظنوا بالطبع أنه لا يوجد أحد بالغار، وهذا إسناد قوي وهو أجود ما روى في قصة نسيج العنكبوت ولكن يشاع أيضا أن العنكبوت سدت على باب الغار وإنه يوجد أيضا حمامتين عششتا فيه وأن العنكبوت قد نسج خيوطه على باب الغار أنه نبت فيه شجرة يوجد على غصنها حمامة وكل ذلك لا صحة له على الإطلاق وذلك وفقا لمعلومات كتاب ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية.

طلع البدر علينا

هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من أهم المحطات في حياته ولا بد أن يكون أي مسلم ملم بكل تفاصيلها حتى نعملها للأطفال ويتم تداولها عبر الأجيال دون تزييف، ولعل من أشهر ما يتعلق بالهجرة النبوية هذا النشيد الذي يروي قصة قدوم النبي صلى الله عليه وسلم عقب انتهاء غزوة تبوك من ثنيات الوداع وهي منطقة عند مقدمة المدينة من مكة وهنا الخلاف على الجهة الذي أتي منها نبينا الكريم، فالذي روى عن البخاري في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى ثنية الوداع مقدمة من غزوة تبوك فاختلفت الأقاويل عن قدومه صلى الله عليه وسلم من جهة مكة لا من تبوك ولكن الإسناد القوي لصحيح البخاري والعهدة على الراوي.

سبب إجلاء يهود بني النضير

يرجع السبب وراء إجلاء يهود بني النضير هو تأمرهم على قتل للرسول وهذا هو المشهور في كنب السيرة بإسناد قوي وصحيح، حيث أنهم دبروا مكيد لقتل الرسول صلى الله عليه وسلم حيث طلبوا من النبي أن يرسل إليهم ثلاثة من أصحابه ليلتقوا مع ثلاثة من علماء يهود بني النضير فإن أمن هؤلاء العلماء فسوف يتبعه اليهود وعندما علمت امرأة من بني النضير هذه المؤامرة فأخبرت أخ لها من مسلم من الأنصار وعندها وصل الخبر إلى النبي فتم إجلاءهم.

هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ أكبادها

وهذه مقولة صحيحة وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم عن إسناد صحيح ولكنه مرسل كما قال الألباني ويرجع أصل هذه القصة إلى غزوة بدر حيث وردت عن المسلمين رواية قريش وفيها غلام أسود لبني الحجاج فأخذوه وكانوا يسألونه دوما عن أبي سفيان وأعوانه فكان يقول ما علم لي بأبي سفيان ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية فقاموا بتعذيبه أشد العذاب وعندما علم النبي قال “والذي نفسي بيدي لتضربوه إذا صدقكم وتتركوه إذا كذبكم”، وكم من مسلم عذب وقتل على يد الكفار الذين حاربوا النبي والإسلام، لذا أقبل النبي على الناس فقال: “هذه مكة قد ألقت إليكم بأفلاذ كبدها”.

قول أبي حذيفة: أنقتل آباءنا وأبناءنا؟

قال أبو حذيفة هذه العبارة في يوم بدر حين علم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: “إني قد عرفت رجلا من رجالا من بني هاشم وغيرهم قد أخرجوا كرها، لا حاجة لهم بقتالنا فمن لقى منكم أحد من بني هاشم فلا يقتله، ومن لقى البختري بن هشام فلا يقتله، ومن لقى العباس ابن عبد المطلب ابن عم الرسول فلا يقتله فإنه إنما خرج مستكرها”. وعندها رد أبو حذيفة بهذه العبارة: أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وعشيرتنا، ونترك العباس والله لئن لقيته لألحمن بالسيف.

محاولة عمير بن وهب اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم

كان عمير بن وهب يكره النبي كرها شديدا وكان دائما يقول أنه يريد قتل النبي وقد شهد عمير غزوة أحد كافرا وأصابته جروح بالغة ثم أنقلب الحال بعد ذلك وأسلم عمير بعد غزوة بدر وأسلم على يديه الكثير في مكة، وذلك في رواية ابن اسحاق.

دعوة النبي على عتبة بن أبي وقاس

نقلا عن الإمام الذهبي أن النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي قد دعا على عتبة بن أبي وقاس جين كسر رباعيته وقال :” اللهم لا تحل عليه الحول حتى يموت كافرا، فما حال عليه الحول حتى مات كافرا إلى النار”، كما يوجد ذلك القول في سند أخر الذي أخرجه عبد الرازق في تفسيره بسند منقطع وتم توضيح ذلك أكثر في كتاب ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية.

دخول حلقتا المغفر في وجهه الشريف

في رواية عن ابن هشام أن السيدة عائشة رضى الله عنها أن أبا عبيدة بن الجراح نزع إحدى الحلقتين من وجه الرسول فسقطت ثنيته ثم نزع الأخرى فسقط ثنيته الأخرى فكان ساقط الثنيتين، تم أجمع الرواة عن ضعف إسناد هذه الرواية.

ما شاع ولم يثبت في فتح مكة

  • قدوم أبي سفيان لتجديد الصلح

شاع أن أبا سفيان ذهب إلى المدينة ليجلس إلى فراش النبي ولكن استنكر المسلمون فعل ذلك لأنه مشرك وهذا فراش رسول الله ثم خرج ليكلم النبي قلم يرد عليه وهذا حديث ضغيف دون إسناد، ولكن الإسناد القوي المثبت في السيرة أنه بم يجيء إلى المدينة لتجديد العهم بسند صحيح متصل.

  • اذهبوا، فأنتم الطلقاء

ورد عن النبي عند فتح مكة بأنه قام على باب الكعبة فقال: لا إله الله وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده، وأعز جنده ونصر الأحزاب وحده …. ثم قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وهذا الحديث على شهرته ليس له إسناد ثابت.

اشتراط ثقيف أن يضع عنهم الصلاة

جاء وفد ثقيف على رسول الله فأنزلهم المسجد لأنه أحب مكان إليه لعله يكون أرق لقلوبهم فاشترطوا على النبي أن لا يحشروا ولا يعشروا ولا يستعمل عليهم غيرهم فقيل أن النبي قال لهم لا خير لكم في دين لا ركوع فيه ومعنى اذلك أنهم لا يريدون أن يحشروا في الجهاد أو يعشروا أي تؤخذ عشر أموالهم، وقد بحث الفقهاء في أصل هذا الحديث فوجدوا أنه حديث ضعيف كما قال الألباني وأيضا ذكره ابن اسحاق في السيرة بدون سند.

وصف كتاب ما شاع  ولم يثبت في السيرة النبوية

اسم الكتاب ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية
المؤلف محمد بن عبدالله العوشن
القسم إسلاميات
دار النشر طيبة
سنة النشر 2008 م
عدد الصفحات 245 صفحة

وفي النهاية، لا تنسى متابعتنا أيضا على مواقع التواصل الاجتماعي:

أترك رد

بريدك الإلكتروني أو أي معلومات سرية أخرى لن يتم نشرها.