تعد فترة انفصال الطفل عن أمه سواء بالذهاب إلى الحضانة أو المدرسة هي الفترة الأصعب في حياة الطفل. والتي تأتي بعد مرحلة الفطام مباشرة. حيث يتولد لدى الطفل مخاوف وقلق نتيجة انفصاله عن أمه لأول مرة بحياته، ولكي نقلل من حدة القلق والتوتر التي يمر بها الطفل في تلك الفترة يجب اتباع عدة أساليب واستراتيجيات معينة حتى ينجو الأطفال والوالدين من آثارها.
وسوف نتعرف سويا خلال هذا المقال على قلق الانفصال في مختلف المراحل العمرية للأطفال والنصائح التي يمكن اتباعها حتى تمر هذه الفترة. تختلف حدة القلق الناتج عن الانفصال بشكل كبير لدى الأطفال. حيث يصاب البعض منهم بحالة هستيرية عندما تكون الأم بعيدة عن أنظارهم حتى ولو لفترة قصيرة. بينما يكون البعض الأخر أقل حدة في القلق عند الانفصال عن أمهم سواء في فترة الرضاعة أو مرحلة ما قبل المدرسة.
نصائح لجميع الأمهات العاملات
يجب في البداية أن نوضح أن جميع الأمهات وحتى الآباء يعانون كما يعاني الأبناء عندما يغادرون. على الرغم من التأكد من أن أطفالهم يتوقفون عن البكاء في غضون دقائق من مغادرتهم المكان. فكم من أم أو أب لم يشعر بالذنب أو أنه ارتكب شيء خاطيء تجاه ابنه عندما يتشبث الطفل بساقيه ويبكي حزنا على فراقه!
لذا يصبح الانفصال أمر مزعجا لدي كلا من الأمهات والأطفال معا. وفيما يلي نصائح حول قلق الانفصال وكيفية التعامل الصحيح معه.
حقائق حول قلق الانفصال
يختلف إدراك الأطفال وتصرفاتها حيال انفصالها عن الأم من مرحلة عمرية لأخرى. حيث نجد أن الرضع أكثر قلقا من الأكبر سنا. وسوف نعرض فيما يلي مختلف المراحل العمرية للأطفال وسمات كل منهما عند انفصالها عن الأم.
الرضع
عادة ما يكون الطفل أكثر ارتباطا بأمه في مرحلة الرضاعة التي خصها الله لتكون علاقة ترابط ومحبة بين كلا من الأم وطفلها. على الرغم من ذلك فقد يتطور فهم الطفل وإدراكه لانفصاله عن أمه عند عمر 4 أو 5 شهور. حيث يشعر عند هذا السن بعدم وجود أمه بل أنه يمكن أيضا أن يحدد اللحظة التي انفصل فيها عنها. وربما يزداد حدة التعلق بأمه عندما يتم 9 أشهر. وينصح بعدم ترك الأطفال في هذا العمر تحديدا لفترات طويلة سواء في الحضانة أو مع جليسة الأطفال حيث يجب أن يراعى أن تكون الفترات التي تبتعد في الأم عن طفلها قصيرة خاصة في البداية.
الأطفال الصغار
يتخطى العديد من الأطفال مرحلة الانفصال والتوابع الناشئة عنها من توتر وبكاء وقلق في سن الرضاعة. ويبدأون في إظهار التحديات عند عمر 15 أو 18 شهر حيث أنهم يكونوا أكثر وعيا وإدراكا بمسألة الانفصال.
ولكن يجب التنويه أيضا أنه يكون الانفصال أكثر صعوبة إذا كان الطفل جائعا، أو متعبا أو مريض حيث يكون الطفل أكثر احتياجا لأمه في الحالات السابقة.
الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة
بحلول الوقت الذي يبلغ فيه الطفل سن 3 سنوات، يصبح الطفل أكثر استقلاقية واعتمادا على النفس. وإن كان هذا لا يعني عدم قلقهم عند الانفصال ولكنهم يفهون مدى تأثير قلقهم وتوسلاتهم عند الانفصال على الأم. لذلك فينصح بعدم العودة إليه في حالة ندائه عليه مطلقا لأن تعود الطفل على ذلك قد يجعل من الصعب أن يتعود على الانفصال عنك ويصبح صراخه عليك أمرا معتادا يفعله لإيقاف محاولات الانفصال عنك.
كيف تنجو من قلق الانفصال
يمكنك تخطي مسألة قلق الانفصال أنت وطفلك إذا قمت باتباع النصائح التالية:
- قم بعمل طقوس وداع سريعة: حيث يمكنك عند القيام ببعض الأشياء الروتينية عندما تودع طفلك، فمثلا يمكنك القيام بحركات يد كبيرة على غرار لعبة البيسبول أو إعطائه قبلة مع توفير لعبة خاصة عند المغادرة. كما ينصح أن تكون مدة الوداع قصيرة فكلما بقيت طويلا زاد تعلق وعدم رغبته في الانفصال.
- كن متسقا وروتينيا: ينصح أن نفعل نفس الطقوس الخاصة بالوداع كل يوم في نفس التوقيت وذلك لتجنب العوامل غير المتوقعة كلما استطعت.
- الانتباه: يفضل عند الانفصال أن تمنح طفلك الوقت الكافي والاهتمام الكامل وكن محبا وودود ثم اتركه وودعه سريعا قبل أن يطلق صرخاته من أجل البقاء معك.
- حافظ على وعدك: ستبنى الثقة والاستقلالية عندما يصبح طفلك واثقا من قدرته على البقاء بدونك عندما تلتزم بوعدك بالعودة إليه. فمثلا لا تقل له أنك ستتركه وتعود إليه في غضون ساعة أو ربما أقل ثم تعود إليه بعد مدة طويلة يشعر فيها الطفل بالوحدة وطول المدة التي تركته فيها وحيدا. وقد يؤدي ذلك إلى أن كره المكان الذي ينتظرك به وربما لا يريد الذهاب إليه مرة أخرى.
- تدرب على الانفصال: يجب قبل بدء فصل الطفل عن والديه أن يتدرب كلا منهما على ذلك. حيث يمكن أن تترك ابنك في بيت الجدة أو تطلب من الأصدقاء المقربين رعاية طفلك مدة معينة وذلك لتأهيله نفسيا على الانفصال عنك بالتدريج حتى يخفف من حدة توتر وقلق الطفل عند انفصاله عن أمه سواء بالذهاب إلى الحضانة أو المدرسة.