تعرّف على كيفية التعامل مع الطفل العاص ومتى يستوجب التوجه إلى المختص!

0

ينزعج معظم الآباء والأمهات لتصرفات أبناءهم عندما يقابل الأطفال تعليمات الآباء بالرفض. حيث يعتبر الوالدين أن الأبناء غير مطيعين لهم ولا يستجيبوا لرغباتهم في أي شيء يتعلق بهم ويصب في مصلحتهم في النهاية. وفي هذا المقال سوف نتعرف على كيفية التعامل مع الطفل العاص. وما هو الحد المسموح الذي يمكن للأبناء تحقيق قدر من الأستقلالية بعيد عن تحقيق رغبات الوالدين؟، ومتى يقلق الآباء والأمهات تجاه هذا الرفض؟، ومتى يتطلب الأمر اللجوء إلى استشاريين تربيويين وطلب المساعدة؟

ما الذي يمكن فعله تجاه الطفل العاص بشكل مزمن؟

من وقت لآخر، يتحدى معظم الأبناء والديهم وتظهر لديهم الرغبة في رفض أي إرشادات أو تعليمات يصدرها الآباء. ولكن ذلك مر غير مقلق على الإطلاق ولا ينبغي أن نتعامل معه على أنه سلوك غير سوي ومزمن. وإنما هي حالة من التمرد التي يريد الأطفال من خلالها التعبير عن أنفسهم، واكتشاف أنفسهم لتحقيق جزء من الاستقلالية والاعتماد على النفس والشعور بالذات.

وربما يكون ذلك سببا في الدخول في صراعات من الأبوين الذي يفسرون هذه الحالة ليست حالة عرضية وإنما هي سلوك سائد ينبع من الطفل ويؤكد على أنها عدم رغبته في الامتثال لأوامر والديه.

متى يقلق الآباء بشأن عدم طاعة الأبناء لهم؟

من الممكن في بعض الحالات أن تكون النزاعات الناشئة بين الآباء والأبناء أكثر من مجرد اضطرابات عرضية. بل يمتد ذلك الأمر ليصبح نمط لكيفية تفاعل الآباء والأبناء، وهنا يرجع عصيان الطفل لرغبات الوالدين إلى عدة أسباب متنوعة منها:

  • توقعات الوالدين غير المعقولة تجاة سلوك الأبناء.
  • مزاج الطفل السيء.
  • مشاكل مدرسية.
  • ضغوط عائلية يمر بها الطفل وتؤثر على نفسيته وتصرفاته معا.
  • حدوث صراعات بين الوالدين.

ما الذي يمكن للوالدين القيام به حيال الطفل المزمن؟

إذا كان لديك طفل غير مطيع ويعارض آرائك وتعليماتك بشكل دائم. فعليك فحص المصادر المحتملة للاضطرابات الداخلية التي تجعله يتصرف بهذه الطريقة، وإذا وجدت أن هذا السلوك مستمرا معه حتى منتصف الطفولة. يجب عليك تقييم وضعك العائلي لمحاولة الوصول إلى الأسباب التي أدت إلى اكتساب طفلك هذا السلوك. وبالتالي فإن عليك إعادة النظر في الآتي لتستطيع التعامل مع الطفل العاص بأسهل طريقة:

  • ما هو مقدار الاحترام الذي يظهره أفراد عائلتك لبعضهم البعض؟
  • هل تحترم أفراد العائلة خصوصية الآخرين وأفكارهم وقيمهم الشخصية؟
  • كيف تعمل الأسرة على حل نزاعتها؟
  • هل يتم حل أي خلاف عن طريق المناقشة العقلانية أم بالمجادلة واللجوء إلى العنف؟
  • ما هو الأسلوب المعتاد في التعامل مع طفلك في حالة المشكلات التي يتعرض لها الطفل؟
  • هل تتعامل مع طفلك أغلب الوقت بالاحتواء والحب أم بالنقد والتوبيخ؟
  • وهل يختلف شخصية طفلك عن سخصيتك؟
  • هل يعاني طفلك من صعوبة في النجاح في المدرسة أو في تكوين صداقات؟
  • وهل تمر الأسرة التي ينتمي إليها الطفل ببعض الأوقات العصيبة بشكل خاص؟

فإذا اردت التعرف على أسباب عصيان طفلك وتمره الدائم، ابحث عن إجابات للتساؤلات السابقة وقم بحل المشكلات التي يعاني منها والطفل والتي تسببت في عدم طاعته لك.

أما إذا بدأ طفلك مؤخرا في إظهار عدم الاحترام والعصيان، فعليك اخباره أنك لاحظت سلوكا غير حميد وأنك غير سعيد به. وقم بتشجيعه على تعديل هذا السلوك مع معرفة السبب المحدد للقيام به. وهذه تعد أولى خطوات التغيير.

أهمية رد الفعل

إن ردود أفعالك تجاة عدم طاعة الطفل لك لها أثر كبير في تحول سلوكه من العصيان إلى الطاعة، بمعنى إذا وجد الطفل أن ترد على عصيانه لك بأسلوب غير محبب له ناتج عن فقدان أعصابك تجاه تصرفه، فإنه سيتمادى في عصيانه وعدم احترامه لأوامرهم. بينما كلما تحليت بالصبر والهدوء وضبط النسيان تجاه تصرفاته سيصبح أكثر طاعة لك ويتعلم منك أيضا الاحترام تجاه نفسه وتجاه الآخرين. وإذا عصاك وخرج عن السيطرة فلابد من إعطاءه مهلة حتى يهدأ ويستعيد ضبط النفس مرة أخرى.

ومن الجدير بالذكر أنه يجب عليك كده ابنك على السلوكيات الحسنة التي تصدر منه. وكافأه دائما على السلوك الذي تبحث عنه، فقد ثبت أن هذه الجهود الإيجابية في تربية الطفل ونشأته نشأة سوية لها تأثير إيجابي وأكثر نجاحا من العقاب.

متى تطلب مساعدة إضافية من الخبراء والاستشاريين التربوين؟

في بعض الأحيان، قد يضطر بعض الأطفال العصاة الخضوع إلى علاج نفسي متخصص. ولكن متى يستطيع الأب والأم تحديد ما إذا كان طفلهم يحتاج لمساعدات خارجية في تعديل سلوكه! يمكنهم معرفة ذلك من خلال تعرض طفلهم للمواقف التالية:

  • إذا كان هناك نمط مستمر وطويل الأمد من عدم احترام السلطة في كلا من المدرسة والمنزل معا.
  • وإذا كان ابنك مستمرا في عصيانه لك على الرغم من محاولاتك المستمرة في تعديل سلوك وتشجعيه الدائم على التعبير عن مشاعره السلبية.
  • إذا كان سلوك عصيان طفلك لك وعدم طاعته مصحوبا بأي شكل من أشكال العدوان مثل التدمير، والتخريب.
  • وإذا ظهرت على طفلك علامات التعاسة العامة مثل التحدث عن اللون الأزرق، أو عدم الرغبة في الصداقة، أو الرغبة في الانتحار.
  • إذا كانت العائلة تتعامل مع الخلافات والمشكلات التي تنشب بينهما بالإساءة الجسدية أو العاطفية.
  • وإذا كانت أفراد العائلة تلجأ في إلى استخدام الكحول للتخفيف من حدة التوتر والشعور بالراحة.

وفي النهاية، يمكننا القول أن التعامل مع مثل هذه المشكلات والبدء في حلها في سن مبكر يعتبر الحل الأمثل لتقويم السلوكيات الغير حميدة خاصة قبل بلوغهم سن المراهقة وما يتبعه من تغيرات سيكولوجية تجعل من الصعب التعامل معها وحلها بطريقة آمنة دون حدوث مشكلات. ولا تنسوا أن تقوموا بمتابعتنا أيضا عبر منصات التواصل الاجتماعي:

المصدر رابط المصدر
أترك رد

بريدك الإلكتروني أو أي معلومات سرية أخرى لن يتم نشرها.