انتشرت في الآونة الأخيرة تحذيرات عالمية ومحلية عن تحديات الإنترنت الخطيرة. هذه التحديات التي من الممكن أن تكون رائعة بالنسبة للمراهقين، الذين يمكن أن يكونوا مندفعين ومنجذبين إلى السلوك الذي يجذب الانتباه خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي كثير من الأحيان قد تكون بعض تحديات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل تحدي دلو الجليد ALS أو تحدي عارضة الأزياء، أنشطة ممتعة وإيجابية. ولكن بعض التحديات الأخرى التي تظهر على الإنترنت خطيرة ويمكن أن تؤدي إلى ضرر دائم، وقد يهدد الحياة في بعض الأوقات.
وقد أدى ذلك إلى زيادة التحذيرات والنشرات التوعوية ومنظمات الصحة العالمية تجاه هذه التحديات الخطرة مثل تحدي تايد بوي Tide pod، وتحدي لعبة الاختناقchoking game أو تحدي التعتيم blackout، وتحدي الملح والجليد salt and ice. وغيرها من التحديات الخطيرة جدًا الأخرى.
تحديات الإنترنت الخطيرة
يمكن أن تسبب هذه التحديات العصرية عبر الإنترنت إصابات خطيرة وحالات تسمم، وقد يكون بعضها قاتلاً. لذلك فإن إدراك هذه التحديات وفهم سبب إغراء المراهقين أمر مهم لجميع الآباء.
لماذا المراهقون أكثر عرضة لمخاطر تحديات الإنترنت
لا تزال أدمغة المراهقين تتطور. فالجزء من الدماغ الذي يتعامل مع التفكير العقلاني “القشرة المخية” لم يتم تطويره بشكل كامل حتى منتصف العشرينات. هذا يعني أن المراهقين يكونون بطبيعة الحال أكثر اندفاعًا ومن المرجح أن يتصرفوا بإندفاع قبل التفكير في كل التداعيات.
دور وسائل التواصل الاجتماعي
- يكافئ متابعين وسائل التواصل الاجتماعي السلوك الفاحش والجريء والغريب، وكلما ازداد فظاعة، زادت حقوق المفاخرة. فإنها بيئة سريعة الحركة ومندفعة، والخوف من الخسارة أمر حقيقي بالنسبة للمراهقين. وتلعب هذه البيئة دورًا في قدرة المراهق على التفكير في أفعاله والعواقب المحتملة.
- في أغلب الأحيان لن يفكر الأطفال أن منظف الغسيل مادة سامة يمكن أن تحرق حلقهم وتتلف الشعب الهوائية. أو أن إساءة استخدام الأدوية مثل ديفينهيدرامين (بينادريل) والأدوية المماثلة يمكن أن يسبب مشاكل خطيرة في القلب ونوبات صرع وغيبوبة. فما سيركزون عليه هو أن طفلًا مشهورًا في الفصل فعل ذلك وحصل على المئات من الإعجابات والتعليقات ولماذا لا أكون مثله وأصبح Popular.
دور الوالدين “بناء عقول أفضل لأبنائهم”
بصفتك أحد الوالدين، يمكنك مساعدة ابنك المراهق في بناء عضلاته الفكرية. إليك الطريقة:
- لبدء محادثة، اسأل أطفالك عن أكبر التحديات التي سمعوا عنها في دائرة أصدقائهم. وشجعهم على معرفة ما إذا كان بإمكانهم مفاجأتك. واسألهم (بهدوء وبدون حكم) عن رأيهم في التحدي. حيث يساعد هذا في بناء مهارة الحكم على المخاطر من خلال التحدث عما يمكن أن يحدث لشخص يخوض التحدي. وبالطبع يمكنك ممارسة دورك الأبوي في الحد من أسباب التأثر بهذه التحديات.
- إذا ذكر طفلك اهتمامه بالمشاركة في أحد التحديات، فاستخدم الأسئلة المفتوحة لتشجيعه على التفكير في كل خطوة من خطوات التحدي. اطلب منهم التفكير في أسوأ نتيجة، وما إذا كان الأمر يستحق ذلك. فهل تستحق الإعجابات والتعليقات ساعات في قسم الطوارئ؟
- تأكد من “صداقات” أطفالك على وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن أن يساعدك البقاء على اتصال على منصات الاتصال المفضلة لديهم في البقاء على اتصال مع ما يجري في حياتهم اليومية. وشاهد قصصهم بحثًا عن أدلة حول ما يحدث في المدرسة ومع أصدقائهم.
- في بعض الأحيان يكون الأطفال أكثر استعدادًا للتحدث عن أقرانهم من أنفسهم. قد يؤدي طرح أسئلة حول اتجاهات المدرسة إلى الحصول على إجابات أكثر من الأسئلة المباشرة حول أنشطتهم الخاصة. فبغض النظر عن أي شيء، من المهم إبقاء خطوط الاتصال مفتوحة وتجنب إصدار الأحكام. بدلاً من ذلك، يجب أن نناقش بهدوء المخاطر في تلك الاختيارات.
- مع استمرار نمو الأطفال والمراهقين، تعلم المزيد عن الحياة والأصدقاء ومكانهم في العالم، تذكر أن أدمغتهم لا تزال تتطور بسرعة. وبصفتك أحد الوالدين، يمكنك المساعدة في رعاية هذا النمو ومساعدة ابنك المراهق على تطوير تفكير مدروس وعقلاني فهذه المهارات ستظل مهمة لسنوات قادمة.
وفي النهاية نحب أن نؤكد على ضرورة التشديد على مخاطر تحديات الإنترنت أو شبكات التواصل الاجتماعي وأثرها السلبي والخطير على حياة الأطفال نفسيًا وجسديًا وصحيًا. ولا تنسى عزيزي القاريء أن تقوم بمتابعتنا أيضًا عبر منصات التواصل الاجتماعي:
هو كذلك