تعرّف على مشكلة السَّعي للمثالية (Perfectionism) عند المراهقين!

0

إن مشكلة السَّعي للمثالية أصبحت من المشاكل التي تواجه معظم الشباب من الجنسين حول العالم. حيث أصبحت مغريات الحياة تحيط بهم من كل جانب أكثر مما كانت عليه من قبل خصوصًا في العقود الأخيرة أو مع بداية القرن الحالي. وفي هذا المقال الهام سوف نناقش قضية السعي للمثالية بالتفصيل. لمساعدتك على التعرّف على أهم أبعادها وكيفية تجنب الوقوع فيها.

المثالية عند المراهقين

أصبحت المثالية غاية يسعى لها شباب اليوم. مثال: عند التقديم للجامعات أصبحت الخيارات متعددة وأكثر إغراءًا. فمن الناحية النظرية، تبدو هذه الصور جيدة جدًا لدرجة يصعب تصديقها. شباب ملتزمون اجتماعيًا ورائعون، ولديهم خبرة واسعة في الوظائف الصيفية، والتدريب الداخلي، ومشاريع الخدمة المجتمعية. بالإضافة إلى سيرة ذاتية ممتلئة وهم لا يزالون في مقتبل العمر. ألا تشعر أن هذا كثيرٌ بعض الشيء؟

ولكن يجب أن نسأل أنفسنا 

  • هؤلاء الطلاب الأكفاء للتعليم العالي، هل تساعدهم هذه القدرات الخارقة على النجاح في الحياة؟
  • هل هم متوازنين اجتماعيًا ونفسيًا؟
  • وهل لديهم يقين مما يريدونه حقًا؟

أم؟

  • هل هم ملتزمون بأن يكونوا “مثاليين” لدرجة أنهم يخشون أن يكونوا أقل من ذلك؟
  • أم هل يخافون من الشعور بالنقص؟

ويجب أن نعلم جيدًا إذا كان الخوف هو الدافع الأول، فسيؤدي هذا الخوف إلى خنق إبداعهم، وإعاقة قدرتهم على تجربة الفرح، وفي النهاية يتعارض مع نجاحهم في المقام الأول.

وجهة نظر الآباء في مشكلة المثالية

عندما تم سؤال أولياء الأمور عن آرائهم في هذه القضية الهامة “Perfectionism” انقسموا إلى فريقين:

  1. فريق يرى أن حياة أطفالهم المزدحمة هي علامة رائعة على استعدادهم للنجاح. حيث تظهر المجموعة الأولى من الآباء فخرًا مبررًا بأن أطفالهم مدفوعون للنجاح والاستمتاع بإنجازاتهم. إنهم يدركون أن الأشخاص الناجحين يبذلون دائمًا جهدًا إضافيًا. ولقد حملوا أطفالهم على توقعات عالية ورتبوا أفضل الفرص، ويبدو أن أسلوب الأبوة والأمومة النشط قد أتى بثماره. كما يبدو أن بعض أطفالهم قد حققوا كل هذا النجاح بينما ظلوا سعداء وواثقين من أنفسهم. وإذا أظهر الأطفال الآخرون علامات التعب أو الإجهاد، فإن هؤلاء الآباء يرون أن ذلك هو الثمن الذي يجب دفعه مقابل النجاح. وطالما ظلت درجاتهم مرتفعة واستمروا في المشاركة في العديد من الأنشطة اللامنهجية، فيعتقد آباؤهم أنهم سوف يكونوا على ما يرام، بغض النظر عن علامات الإجهاد الخارجية أو الداخلية.
  2. وفريق آخر يرى أن المراهقين يبدون مثقلين بالأعباء، وهم قلقون من أن أطفالهم يفقدون فرصًا للسعادة خلال فترة من المفترض أن تكون خالية من الهموم، قبل أن يضطروا إلى كسب لقمة العيش ويحتاجون إلى دعم عائلاتهم. وهذه المجموعة الثانية من الآباء لديهم اعتزاز متساوٍ بإنجازات أطفالهم، لكنهم قلقون من أن أطفالهم يتعرضون لضغوط شديدة ومرهقة. ويلاحظون علامات التعب والضغط. هؤلاء الآباء يخشون أن يتم التضحية بالسعادة باسم الإنجاز.

عملية إنتاج مراهقين مثاليين

يريد جميع الآباء نفس الشيء لأطفالهم وهو أن يصبح الشباب بالغين سعداء وناجحين. ولتقييم ما إذا كانوا يتجهون نحو نجاح حقيقي، نحتاج إلى تقليل النظر إلى الإنجازات والنظر إلى الأطفال أنفسهم. فقد تكون عملية إنتاج طلاب مثاليين على الورق مفيدة للبعض وتؤذي الآخرين بشكل خطير.

أولئك الذين يبدو أنهم يزدهرون قد يكونون مثاليين ناشئين يتوجهون إلى كليات النخبة كمكافأة على إنجازاتهم. ولكنهم قد لا يتجهون نحو حياة من النجاح والسعادة والرضا.

أكاذيب المثالية Perfectionism big Lies

  • الكذبة الكبيرة الأولى “أن البالغين الناجحين يجيدون كل شيء” فمتى كانت آخر مرة كان فيها أي منا جيدًا في كل شيء؟ وكم عدد البالغين الذين يمكنهم أن يقولوا، “أنا جيد في كل شيء”!
  • معظمنا يبلي بلاءً حسناً في شيء أو شيئين ونكون أقل موهبة في أشياء أخرى كثيرة. وعادة ما يتفوق الأشخاص الناجحون في مجال أو مجالين.
  • فلماذا تدفع الكذبة الكبرى على المراهقين بأنهم يجب أن يكونوا جيدين في الرياضيات والعلوم واللغات الأجنبية والإنجليزية والتاريخ والفنون وألعاب القوى؟ ألا يؤدي هذا التوقع غير الواقعي فقط إلى تعزيز الدافع نحو الكمال الذي لا بد أن يؤدي إلى تحطمهم على أرض الواقع.

وفي النهاية أحب أن أنوه أن السعي للمثالية ليس مثالي بل هو مضر في أغلب الأحوال، ولا تنسى عزيزي القاريء متابعتنا أيضًا على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الروابط التالية:

بواسطة رابط المصدر
أترك رد

بريدك الإلكتروني أو أي معلومات سرية أخرى لن يتم نشرها.