في هذا المقال سوف نتعرف معًا على تاريخ الصحافة العربية وذلك من خلال معرفة المراحل التي مرت بها في كل دولة من دول الوطن العربي سواءً أثناء فترات الاحتلال والاستعمار أو بعد استقلال الدول وحصولها على حريتها.
محتوى حلقات برنامج تاريخ الصحافة العربية
فيما يلي سوف نقدم لكم عرضًا سريعًا لمحتوى بعض حلقات برنامج تاريخ الصحافة في الوطن العربي ومراحل تطورها.
مصر
كانت نشأة الصحافة في مصر تعبيرًا عن احتياج سلطة. نشأت الصحافة المصرية في ظل السلطة الحاكمة، سواء كانت هذه السلطة هي سلطة الاحتلال أو سلطة الحكم الوطني. عرفت مصر الصحافة في ظل الحملة الفرنسية حين كانت في مصر، حيث أصدرت مجموعة صحف باللغة الفرنسية. أحضر نابليون بونابرت عندما جاء إلى مصر مطبعة فرنسية وأخرى عربية لنشر القرارات والأوامر التي سوف يذيعها بين الناس. في البداية ظهرت صحيفة LA DECADE EGYPTIAN وهي تعني العشرية المصرية (العقد المصري) وكانت تصدر كل 10 أيام، وكانت تجمع فيها بعض الأوامر المطلوب إذاعتها. كما صدرت أيضًا جريدة COURIER DE L’EGYPTE وكانت تهتم أيضا بالجانب السياسي. وفي سنة 1800، صدرت أول جريدة باللغة العربية تحت اسم “التنبيه”، وكان لاسمها دلالة حيث أراد أن يحذر المصريين من أن يفكر أحدهم في العدوان على الفرنسيين، وكان يتم فيها إصدار الاوامر المطلوبة باللغة العربية بعد ترجمتها من اللغة الفرنسية. لم يكن لمصر أي فضل في نشأة هذه الصحافة إلا أنها استقبلتها على أرضها.
عندما تولى محمد على حكم مصر في عام 1805 كان لديه أهداف وطموحات لصنع بلد حديث ومتحضر، لذا كان مهتما بموضوع الصحافة، فأنشأ مطبعة بولاق عام 1819، وفي عام 1828 بدأ يطبع أول جريدة رسمية ألا وهي جريدة الوقائع المصرية، وكان الهدف منها هو تعريف المصريين بالإنجازات التي تقوم بها حكومة محمد علي. كانت جريدة الوقائع المصرية تعتبر أول صحيفة عربية بالمعنى الحرفي للكلمة، لأنها كانت تنشر أخبار الدولة، وأخبار المجتمع وتنشر المقالات، وأضاف لها رفاعة الطهطاوي فكرة المقال السياسي، ولكنه قام بمناقشة بعض القضايا التي أخافت السلطة الحاكمة مما تسبب في نفيه إلى السودان، ومن هنا بدأت الرقابة على الطباعة، فلم يكن يُنشر أي خبر دون أن يكون لدى محمد على علم به.
قام أبناء محمد علي “عباس وسعيد” ببيع المطبعة وإلغاء إصدار الجرائد اعتقادًا منهم بأنهم يستطيعون الحكم بدون استخدام الصحافة، ولكن عندما تولى الخديوي اسماعيل الحكم أعاد المطبعة وأعاد إصدار صحيفة الوقائع المصرية من جديد، حيث أنه كان يريد أن تكون مصر قطعة من أوروبا.
يمكنكم معرفة المزيد من تاريخ الصحافة في مصر من خلال زيارتكم للرابط التالي:
وبخصوص مشاهدة الجزء الثاني من تاريخ الصحافة في مصر، قم بالنقر على الرابط التالي:
اليمن
نظرًا للموقع الاستراتيجي لليمن فقد كانت منطقة جذب لأطماع الاستعمار بدءً من البرتغاليين والبولنديين، ثم الاستعمار البريطاني والعثمانيين أيضًا. كان الإنجليز يريدون احتلال اليمن بشكل خاص لسببين رئيسيين وهما: التحكم في البحار، ولارتباطها بالهند، حيث كانت تسمى بدرة التاج البريطاني.
دخل الإنجليز بعدتهم وعتادهم وأدخلوا معهم أيضًا ثقافتهم. في عام 1853 استجلب البريطانيون آلة طباعية باللغتين العربية والإنجليزية، وكان يُنظر إلى المطبعة على أنها أعمال شاقة. جلب الأتراك أيضا بدورهم مطبعة باللغة التركية واللغة العربية وأحضروها إلى صنعاء في عام 1870، وبعد 6 سنوات أصدروا صحيفة صنعاء، وكانت في البداية عثمانية ومع مرور الوقت أصدروها صفحتين باللغة التركية وصفحتين باللغة العربية، وكانت تتكلم عادة عن الوجود العثماني باليمن وتشرح دورها وتحديثها في اليمن وغيره.
لم يسمح الأتراك أو الإنجليز بأن يكون للشعب اليمني ثقافتهم الحرة المميزة النابعة من تراثهم، لهذا لم يعتبرها الشعب اليمني صحافة يمنية وإنما صدرت في اليمن، ولكنها لا تمت للهوية اليمنية بصلة. بعد الحرب العالمية الأولى واستيلاء الإمام يحيى حميد الدين على السلطة وجلاء الأتراك عن اليمن لم يكن هناك أي صحافة، فاضطر الإمام أن ينشئ صحيفة وأسماها الإيمان وذلك في عام 1926. كانت صحيفة الإيمان تُعتبر كل شيء بالنسبة للإمام يحيى حميد الدين، وكانت ركيكة من حيث الطباعة وعدد الأوراق، وكانت تُعتبر صحيفة للنخبة، لم يقرأها الشعب، لذا أجمع الكثير من الصحيين والمحللين والكُتَّاب على أنها كانت صورة مظلمة للصحافة في العالم، وأنها كانت أكثر تخلفا حتى من الصحافة التي بدأت في القرن الخامس عشر.
لمعرفة المزيد عن تطور الصحافة في اليمن قوموا بمشاهدة الحلقة كاملة على اليوتيوب عبر زيارة الرابط التالي:
البحرين
كانت البحرين تتميز بطبيعتها الهادئة ونشاط حركة التجارة فيها، فكان يأتي إليها التجار من كل مكان في العالم تقريبًا مما ساعد على تنشيط حركة التجارة وحركة الكتاب التي كانت منتشرة بين التجار، وكان الذي يميز التجار آنذاك أنهم كانوا يطلعون على الكثير من هذه الكتب والأفكار إثناء سفرهم من البحرين إلى الهند أو أفريقيا أو باقي الدول العربية. تكونت في نهاية القرن التاسع عشر مجموعة من المكتبات الخاصة في بيوت بعض الأشخاص الذين نالوا من الثقافة الثقافة الواسعة ومن بينهم الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة وكان يلقب بشيخ الشعراء، وكان له علاقات وطيدة مع الصحف المصرية التي تصل إليهم مع التجار عبر شهرين أو ثلاثة أشهر، فكانت كلها قديمة. جعل الشيخ إبراهيم مكتبته كنوع من المنتدى، حيث فتحها للجميع فجعل الناس يترددون عليها ومن هنا صار بداية الاحتكاك مع الصحافة والتعرف على المجلات. في هذه الفترة بدأت البحرين تفكر في أن يكون هناك مدرسة نظامية، وكانت اول مدرسة في البحرين هي مدرسة الهداية الخليفية في شمال المحرق والتي نشأت في عام 1919، وكانت بداية أهلية. في عام 1928 تم إنشاء أول مدرسة للبنات وهي مدرسة خديجة الكبرى، وكانت تضم أبناء وبنات التجار والعوائل الكبيرة والأسر الغنية. أتى المدرسون في البعثات التعليمية من جمهورية مصر العربية وسوريا ولبنان والعراق مما أدى إلى وجود نوع من التفاعل الإيجابي في عملية التواصل بالنسبة للتعليم. انتشر التعليم والمكتبات وبقت الصحافة؛ وأول من فكر فيها هو الأستاذ عبدالله الزايد، وهو يعتبر الأب الروحي للصحافة في البحرين، وكان شخصًا مثقفًا وشاعرًا وتاجرًا في نفس الوقت، وكان يفهم في وسائل الإعلام حيث أنه أول ما أدخل المطبعة في 1933 عقبه إدخال أول سينما في البحرين وعلى المستوى الخليج أيضًا. في عام 1939 تم إصدار جريدة البحرين وفي هذا الوقت كانت هناك الحرب العالمية الثانية وكانت البحرين تحت الحماية البريطانية، وأُجبرت الصحيفة أن تكون ناطقة باسم الحلفاء لذا كانت تنقل أخبار الحرب العالمية الثانية من وجهة نظر الحلفاء فقط. مع نهاية الحرب العالمية الثانية او بوادر نهايتها رجع عبدالله الزايد إلى الأصل في إصدار هذه الجريدة، أي أن تكون لأهل الخليج وموجهة إليهم، ولم يكن هدفه أن تكون منصة لبعض الأخبار الموجهة من قِبَل الإنجليز.
لمعرفة المزيد عن تاريخ الصحافة العربية في البحرين قوموا بزيارة الرابط التالي:
مشاهدة حلقات برنامج تاريخ الصحافة العربية
يمكنكم مشاهدة جميع حلقات برنامج تاريخ الصحافة العربية على اليوتيوب والتعرف على مراحل تطور الصحافة في الوطن العربي من خلال زيارتكم للرابط التالي:
في النهاية، نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم عرضا سريعا عن محتوى حلقات برنامج تاريخ الصحافة العربية، ولا تنسوا أن تقوموا بمتابعتنا أيضًا على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا: