في مقالنا اليوم سوف نجوب معًا في الوطن العربي لنتعرف على قصص وحكايات التاريخ والتراث. فعبر برنامج حكايات العابرين سوف نجد في كل حلقة قصة جديدة وحدث تاريخي ترتب عليه الكثير من التغيرات، فسوف نتعرف على أم الشهداء زليخة عدي، وأحداث النكسة في مصر وفلسطين، كما سنذهب إلى العراق لنتعرف على شخصية سارة خاتون وبنت المعيدي، ولا ننسى أم كلثوم وحسن حمزة وغيرهم الكثير من العظماء.
محتوي حلقات برنامج حكايات العابرين
فيما يلي سوف نعرض عليكم قائمة بمحتوى حلقات برنامج حكايات العابرين، كما هو موضح أدناه:
- أبو السيفين.
- أخو الشهيد – مصر.
- قبائل ورغمة.
- ترامواي بيروت.
- شاهد على النكسة – قطاع غزة.
- سارة خاتون.
- قلعة السلطان.
- شاهد على النكسة – سيناء.
- الله اكبر ما يمشيش.
- الطيب ود الضحوية – السودان.
- زليخة عدي .. أم الشهداء.
- جمهورية زفتى – مصر.
- حارث الدفائن – الأردن.
- أم كلثوم في تونس.
- مزياع غزة – فلسطين.
- شفيقة ومتولي – مصر.
- ولد أمسيكة – موريتانيا.
- حسن حمزة – لبنان.
- سنة الطفحة – الكويت.
- الغفل – السودان.
- فاطمة المعكرة – الجزائر.
- الدومري – سوريا.
- ركب 300 عام – المغرب.
- بنت المعيدي – العراق.
- أبو العجب – فلسطين.
- ريا وسكينة.
- بني وطني – تونس.
- عبد الودود سلطان – الأردن.
- المها العربي.
أما الآن فإليكم عرضا سريعا لمحتوى بعض حلقات برنامج حكايات العابرين.
حكايات أبو العجب – فلسطين
يحكي لنا أبو العجب التاريخ الفلسطيني والتراث والسير الشعبية من خلال صندوق وكتاب يحتوي على الكثير والكثير من القصص والحكايات، مثل حكايات الزير سالم وأبو زيد الهلالي وعنتر وعبلة والشاطر حسن، والعديد من الحكايات الموجودة في هذا الصندوق وهذا الكتاب، ويخبرنا عادل الدردير – وهو مسرحي وحكواتي وصاحب صندوق العجب- بأن هذا الصندوق قد ورثه من والده والذي قد ورثه هو أيضًا من والده، حيث تتوارثه الأجيال جيلًا يلو الآخر في العائلة، فهو من أيام الأتراك. كان جده يحمل الصندوق ويطوف به من حارة لحارة، ومن بلد لبلد. لم يُعجب الأتراك بما كان يفعله جد عادل الدردير من حمله لصندوق العجب وروايته للحكايات للناس في الشوارع والبلدان، فصاروا يطاردونه في كل مكان، ولكنه كان ينتقل من مكان لمكان ويهرب منهم، وكان حيثما وجد تجمع للناس في السوق أو الحارات يبدأ بسرد قصصه وحكاياته، ثم يهرب مسرعًا، ولكن بيوم من الأيام كان يحمل الصندوق فمسكه الجنود ووضعوه بالسجن، وأثناء مكوثه في السجن مرض ومات. ورث والد عادل الدردير الصندوق عن أبيه وصار يحمله ويحكي القصص والحكايات، وفي هذه الفترة كان قد ذهب الأتراك وجاء الانتداب البريطاني. فكر والد عادل الدردير أن الإنجليز سيكونون أفضل من الأتراك ويسمحون له بسرد قصصه وحكاياته للناس، ولكنه كان مخطئًا، فهم كانوا أسوا من الأتراك وأصبحوا يلاحقونه ويطاردونه في كل مكان ويمنعوه من الكلام.
حمل الحكواتي ابو العجب صندوقه مبتغيًا الوصول إلى القدس، ولكن عند وصوله وجد من يوقفه وأخبره أنه ممنوع أن يدخل إلى القدس بدون تصريح، وعندما اعترض أبو العجب على منعه من الدخول إلى القدس تجمع حوله العديد من الجنود ليمنعوه وطردوه، ثم جاء أحدهم وأخبره أنه لكي يدخل إلى القدس هناك شرط أساسي ومهم يجب أن ينفذه إذا كان يريد الدخول. فسأله أبو العجب وما هذا الشرط؟ فأخبره أنه لابد أن يحكي لهم قصة كاذبة من أولها لآخرها، ولا تحتوي على أي شيء صادق وصحيح. اعترض أبو العجب وقال أنا رجل صادق وكل ما أحكيه من حكايات صادق وحقيقي…. فماذا فعل بعد ذلك ياترى؟؟
يمكنكم معرفة المزيد عن تاريخ صندوق أبو العجب وحكاياته الشيقة من خلال زيارتكم للرابط التالي:
جمهورية زفتى – مصر
كانت مدينة زفتى عبارة عن مدينة صغيرة في مصر ولكنها لها مكانة تجارية واقتصادية خاصة لاحتوائها على محلج قطن. كان يوجد بمدينة زفتى مقهى صغير يسمى “مستوكلي” يمتلكه شخص من أصل يوناني اختار أن يعيش في أحد مدن دلتا مصر، ووقع اختياره على مدينة زفتى. ارتبط بمقهى مستوكلي حدث هام وعظيم في تاريخ مصر، حيث انطلقت منها ثورة 1919. كانت مصر في هذا الوقت تحت الاحتلال الانجليزي، وكان الإنجليز في بداية الحرب العالمية الأولى ووعدوا مصر بأنها إن ساعدتهم في الحرب سوف يمنحوها استقلالها بعد الحرب، ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى حدثت مماطلة بينهم، فذهب سعد زغلول وزملاؤه لمخاطبة المعتمد البريطاني في مصر الجنرال السير فرانسيس ريجنالد وينغيت ليطلبوا منه أن يسمح لهم بالسفر إلى باريس للمشاركة في مؤتمر الصلح هناك لكي يعرضوا قضية مصر ويحاولون الحصول على الاستقلال. بالطبع لم يقبل الإنجليز بهذا الأمر وقاموا بنفي سعد زغلول وزملائه إلى مالطة. نتيجة لذلك حدثت العديد من المظاهرات في أجزاء كثيرة من مصر اعتراضًا على نفي سعد زغلول وزملائه. بدأت المظاهرات في القاهرة، ثم أخذت في الانتشار شيئًا فشيئًا في الإسكندرية وطنطا ثم الصعيد، وكان جزء منها موجود في زفتى.
كان يوسف الجندي وأصحابه يجتمعون معًا ليبحثوا عن طريقة للمشاركة في المظاهرات التي تحدث في مصر كلها، للاعتراض على الموقف الانجليزي والمطالبة بعودة سعد وزملائه. في هذه الفترة كان سعد زغلول يمثل رمزًا من رموز الثورة، وكان أحد الأهداف الشعبية في هذا الوقت هو المطالبة بأن يذهب سعد زغلول وزملاؤه إلى مؤتمر الصلح والمطالبة باستقلال مصر.
اجتمع يوسف الجندي مع أخيه الأكبر عوض الجندي وأصحابهم وبدأت تتبلور لديهم فكرة وهي إعلان استقلال زفتى، ونظموا فيما بينهم مجلس قيادة ثورة يترأسه يوسف الجندي وعوض الجندي ومجموعة من الأفندية والأعيان وقرروا إعلان زفتى جمهورية مستقلة ويكون رئيس هذه الجمهورية يوسف الجندي المحامي الشاب. بعد إعلان الجمهورية تم رسم شعار لها وتم رفع العلم الذي يحمل الشعار في أماكن متعددة في زفتى وطالب العديد من الناس بالانضمام إلى الثورة بكل ما يملكون من عدة وعتاد للمشاركة في استقلال البلاد.
لمعرفة المزيد من الأحداث قوموا بشاهدة الحلقة من خلال هذا الرابط:
سارة خاتون (العراق – بغداد)
يحكي لنا المؤرخ الدكتور علي النشمي عن قصة حياة السيدة سارة خاتون، حيث أنها تعد نموذج للثقافة العراقية. ولدت سارة خاتون في بغداد عام 1893، وهي تنتمي إلى عائلة أرمانية استوطنت العراق من 600 سنة. كان والد سارة خاتون “أوهانسيان” فاحش الثراء، ويقال أن أملاك سارة ووالدها يظل يسير فيها القطار ساعة كاملة حتى يجتاز هذه الممتلكات. توفيت والدتها وأختها الصغيرة أيضا وتوفي والدها فأصبحت سارة تحت وصاية ورعاية عمها سيروب وعمتها صوفي، وكانت عمتها صوفي هي القلب الحنون لسارة لذلك سمت ابنتها صوفي.
في عام 1910 تقريبا أراد ناظم أن ينظم حفلة موسيقية راقصة على زورق في النهر، ودعا إليها القناصل وزوجاتهم والعائلات الأجنبية والعائلات المسيحية ومن بينهم كانت سارة، التي جاءت مع عمتها صوفي وكانت ترتدي الزي العراقي المعروف الذي ترتدينه النساء العراقيات، ولكنها أثناء الحفلة يبدو أنها خلعت البوشيه فشاهدها الوالي وأعجب بجمالها بالرغم من فارق السن بينهما، فهي كانت في السابع عشر أو الثامن عشر من عمرها، وهو كان في الخمسين. في هذه الحفلة شاهدت سارة خاتون أن ناظم باشا قد يكون سندًا لها لأنها كانت تعاني من سوء معاملة عمها وظلمه لها.
حاول ناظم باشا أن يتزوجها وكان الولاة عادةً ما يتزوجون زواج هواية. حاول الوالي أن يضغط على عمها سيروب وابن عمها دانيال فأرسل لهما أنها طلبت منه أن يخلصها من وصاية عمها، وطلب منهم أن يرسلوها له وهو لا يتدخل في شئونهم.
أراد كثيرًا عمها سيروب وابن عمها دانيال أن يتخذونها محظية وهي كانت ترفض، لذلك حقرت ابن عمها دانيال كثيرًا. حاول دانيال أن يختطفها في زورق لأن منزلهم كان على النهر، وعندما شعرت سارة بذلك بدأت بالصراخ فهرع إليها الفلاحين العراقيين الذين كانوا يعملون في حقولهم على النهر بخناجرهم وأدواتهم لينقضوا على دانيال، فأوسعوه ضربا هو ومن معه. قرر ناظم باشا أن يختطفها أيضًا فأرسل الجندرما والدرك والحرس لخطفها، وعندما عرفت سارة خاتون بذلك هربت من البيت وذهبت إلى بيت القنصل الألماني، ولكنه لم يكن مكانًا لا يستطيع كاظم باشا الوصول إليه، فذهب وأودعها في بيت داوود النقيب وهو منزلًا دينيًا. وفي يوم من الأيام غادرت سارة منزل الشيخ داوود وكان الدرك يترقبونها… فماذا حدث بعد ذلك يا ترى؟!
هذا ما ستعلمونه عند مشاهدتكم للحلقة عبر الرابط التالي:
مشاهدة حلقات برنامج حكايات العابرين
عبر هذا الرابط الموجود أدناه سوف تتمكنون من مشاهدة جميع حلقات برنامج حكايات الغابرين على اليوتيوب على قناة الجزيرة الوثائقية.
في النهاية، نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم عرضًا سريعًا عن محتوى حلقات برنامج حكايات العابرين، ولا تنسوا أعزائنا القراء أن تقوموا بمتابعتنا أيضًا على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا:
