إن العلاج التفاعلي Parent- Child Interaction Therapy هو تدريب سلوكي للوالدين يستخدم نهجًا من مرحلتين هما التفاعل الموجه من الوالدين والتفاعل الموجه للأطفال. وفي هذا المقال سوف نستعرض معكم كل ما تريد معرفته عن PCIT.
حيث يعتمد هذا العلاج القائم على الأدلة على التعلّم الاجتماعي ونظريات التعلق بين الوالدين والطفل. إنه مناسب للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 6 سنوات.
ويعد الهدف النهائي من هذا النهج هو الحد من السلوكيات السلبية لدى الأطفال من خلال تحسين مهارات الأبوة والأمومة والتفاعلات الإيجابية بين الوالدين والطفل.
فعندما يتعلق الأمر بتربية أطفال سعداء وأصحاء، فإن القليل من الأشياء تكون أكثر أهمية من مساعدتهم على تنمية احترام الذات. والأطفال ذي الثقة العالية بالنفس. هم أكثر عرضة لمواجهة تحديات جديدة، والتعافي من النكسات، والنجاح في الحياة.
وعندما يكبر أطفالنا، سيواجهون المشاكل والمخاطر والصراعات. ومدى ارتفاع تقديرهم لذاتهم، أو كيف يرون أنفسهم؟ يحدد كيف سيشعرون وماذا سيفعلون في المواقف الصعبة التي من المؤكد ستواجههم.
العلاج التفاعلي PCIT
تم تكييف PCIT لمساعدة الآباء والأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطراب القلق والعدوانية الشديدة.
الفئة العمرية للعلاج التفاعلي
يعد PCIT مناسب للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وست سنوات. وخلال هذه الفترة يكون للوالدين التأثير الأكبر على سلوكهم ونموهم العاطفي. بينما يكون تأثير الأقران خلال سنوات ما قبل المدرسة ضئيل. وتعد هذه الفترة من الفترات الوحيدة التي يمكن أن يكون فيها للوالدين مثل هذا التأثير العميق على سلوك أطفالهم.
كيف يعمل PCIT؟
هناك مرحلتان متتاليتان في العلاج التفاعلي للآباء والطفل PCIT وهما:
- التفاعل الموجه للأطفال (CDI).
- والتفاعل الموجه من الوالدين (PDI).
وفي كل مرحلة، يتلقى الآباء جلسات تعليمية لتعلم مهارات محددة، تليها جلسات تدريب مباشرة. وخلال جلسة العلاج يُوضح معالجو PCIT للآباء كيفية التفاعل مع أطفالهم من خلال العرض التقديمي والمناقشة وتقديم النماذج ولعب الأدوار.
كما تتضمن جلسات التدريب المعالج الذي يراقب الأبوين والطفل في موقف اللعب من خلال مرآة ذات اتجاه واحد. وتدريب الوالدين على الاستجابة بشكل إيجابي ومتسق ومتوقع لسلوكيات الطفل باستخدام جهاز bug-in-ear-device.
التفاعل الموجه للأطفال Child Directed Interaction
يعد CDI المرحلة الأولى من PCIT التي يتبع فيها الآباء خطوات أطفالهم. وخلال مرحلة CDI يتعلم الوالد استعادة المشاعر الإيجابية وتعزيز العلاقة الإيجابية باستخدام العلاج التقليدي باللعب.
ويجب استخدام مهارتان مهمان هما مهارات “التنفيذ” ومهارات “التجنب”. ويتم تعزيز السلوكيات الإيجابية للطفل باستخدام مهارات الكبرياء بينما يتم تجاهل السلوكيات السلبية البسيطة.
ويجب أن نعلم إن مهارات التجنب هي سلوك يجب تجنبه مثل الأوامر والأسئلة والنقد والسخرية.
التفاعل الموجه من الوالدين Parents Directed Interactions
في هذه المرحلة يتعلم الوالد مهارات جديدة لزيادة امتثال الطفل وتقليل السلوكيات غير اللائقة التي لا يمكن تجاهلها من شدة ضررها.
ويلعب الوالد دور المعالج السلوكي من خلال قيادة نشاط الطفل. حيث يتعلمون إعطاء أوامر واضحة وفعالة من خلال توفير عواقب متسقة مثل الثناء على الامتثال للأوامر. كما يُطلب من الوالد كذلك التدريب على تفاعل اللعب اليومي بينه وبين الطفل لمدة 5 دقائق.
التأثير الإيجابي للعلاج التفاعلي PCIT
- تظهر الدراسات أن هذه التدخلات القائمة على الأدلة تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في مشاكل سلوك الطفل وسلوك الوالدين السلبي. فهناك تحسينات كبيرة في حياة الأطفال والأسر الذين يتبعون هذه الطريقة من العلاج.
- مشاكل سلوكية أقل حيث أبلغ الآباء عن ديناميكيات عائلية أفضل وموقف أكثر إيجابية تجاه أطفالهم. وأعربوا عن رضاهم الكبير عن برنامج PCIT، معتقدين أن سلوك أطفالهم قد تحسن مباشرة كنتيجة له.
- بشكل عام، وجد الباحثون انخفاضًا قويًا في سلوك الأطفال السيء الخارجي والإجهاد والضغط على الآباء.
- وتضمنت نتائج علاج التفاعل بين الوالدين والطفل تفاعلات أكثر إيجابية وزيادة جودة العلاقة بين الوالدين والطفل مقارنة بالعلاج السلوكي التقليدي.
- أبلغ العديد من الآباء على شعورهم بالسيطرة بشكل أفضل عن ذي قبل.
وفي النهاية أتمنى أن يحوز هذا المقال عن العلاج التفاعلي بين الآباء وأبنائهم على اعجابكم. ولا تنسى عزيزي القاريء متابعتنا أيضًا على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الروابط التالية:
