قصة خليل الله إبراهيم عليه السلام

0

وُلد إبراهيم عليه السلام ببابل في العراق، وتزوج سارة وكانت عاقرا لا تلد وكان أبوه يعبد الأصنام فقال له إبراهيم: “يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا، يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا، يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا، يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا” فما كان من أبوه إلا أن عنفه وهدده بالرجم فقال: “أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ ۖ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا”.

إبراهيم عليه السلام ودعوة قومه لعبادة الله

وأما قومه فقد كانوا يعبدون الأصنام فقال لهم الخليل: “مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ” فما كان ردهم إلا أن قالوا بأنهم وجدوا آبائهم لها عابدين، فقال لهم إبراهيم متنقصا تلك الأوثان التي يعبدونها: “هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ، أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ”، ثم أقسم إبراهيم على أن يكيد لتلك الأصنام.

وكان لهم عيد في كل عام يذهبون إليه، فلما خرجوا إلى عيدهم ذهب إبراهيم عليه السلام إلى أصنامهم وحطمها جميعا باستخدام قدوم إلا كبيرهم فقد تركه وترك القدوم بيده فلما رجعوا من عيدهم ورأوا ما حل بأصنامهم قالوا: من فعل هذا بآلهتنا؟ ثم تذكروا أن إبراهيم هو الذي ذكر آلهتهم بالسوء فقالوا: “فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ” على ما فعله بآلهتهم ولو كانت آلهة حقا لدافعت عن نفسها ولكنهم قوم لا يعقلون.

ولما أتوا بإبراهيم عليه السلام وسألوه: أأنت فعلت هذا بآلهتنا؟ قال: بل فعله كبيرهم هذا فسألوهم إن كانوا ينطقون، فقالوا: “لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ” ولما وجدوا أنهم على غير حق قالوا: “حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ” فبدأوا يجمعون الحطب لإشعال نارا عظيمة ثم ألقوا إبراهيم فيها باستخدام المنجنيق وقيل بأنهم أول من صنعوا المنجنيق فلما ألقوه في النار قال إبراهيم: “حسبي الله ونعم الوكيل” فقال الله للنار: “يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ” فلم يمسسه سوء، قال المفسرون: لو لم يقل الله “سلاما” لأذى بردها إبراهيم عليه السلام.

ثم رحل إبراهيم إلى حران فكان أهلها يعبدون الشمس والقمر وحتى الكواكب من دون الله، فلما غربت الشمس وأظلم الليل رأى كوكبا فقال لهم: هذا ربي، فلما أفل وغاب أنكر عليهم عبادة الكوكب الذي يغيب ويظهر، ولما رأى القمر قال إبراهيم: هذا ربي فلما أفل وغاب، أنكر إبراهيم عليهم عبادة القمر الذي يظهر ويغيب، ولما طلعت الشمس قال إبراهيم هذا ربي لأن هذا أكبر فلما أفلت وغربت قال لقومه: “إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ” أي مما تشركون مع الله من آلهة سبحانه وتعالى عما يصفون فهو الله الواحد الأحد الذي لا يغيب.

إبراهيم ومناظرة النمرود

كان النمرود ملكا جبارا ظالما فلما دعاه إبراهيم عليه السلام لعبادة الله استكبر، فقال إبراهيم:” رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ” فقال النمرود: “أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ” فقال إبراهيم عليه السلام: “فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ”.

إبراهيم عليه السلام وزواجه من هاجر

ثم هاجر إبراهيم عليه السلام ووصل إلى الديار المصرية فوهبه ملكها السيدة هاجر لخدمة زوجته سارة، ولما كانت سارة عاقرا لا تلد طلبت من إبراهيم عليه السلام أن يتزوج هاجر فتزوجها وأنجبت له نبي الله إسماعيل عليه السلام.

مشاهدة قصة خليل الله إبراهيم عليه السلام

يمكنك مشاهدة قصة خليل الله إبراهيم عليه السلام من خلال هذا الرابط:

ولا تنسى أن تقوم بمتابعتنا أيضا على منصات التواصل:

أترك رد

بريدك الإلكتروني أو أي معلومات سرية أخرى لن يتم نشرها.