تعرّف على أسباب عدم فاعلية عقاب الأطفال!

0

غالبًا ما يتفاجأ الآباء ويحبطون عندما لا يكون العقاب مناسب لأطفالهم. فهناك العديد من الأسباب التي تجعل عقاب الأطفال غير مجدي. إن معرفة هذه الأسباب سيمكن الوالدين من تجنب العديد من المشكلات النفسية وتبعاتها. وسوف نتعرّف في السطور التالية على أهم الأسباب التي تجعل عقاب الأطفال غير مؤثر وغير مجدي. ولكن دعنا أولًا نتعرّف معًا على مفهوم العقاب.

ماهو العقاب؟

العقاب هو إيقاع عقوبة انتقاماً من جريمة. وتشمل العقوبات الشائعة للأطفال العقوبة الجسدية أو إزالة الامتيازات أو فقدان شيء يقدّرونه كثيرًا. بينما يعرف الانضباط بأنه تعليم الأطفال الطريقة المناسبة للتصرف وفقًا للقواعد الاجتماعية لمجتمعنا وقواعد الأسرة بشكل خاص.

وعلى الرغم من أن العقوبة هي شكل من أشكال التأديب، إلا أنها ليست الشكل الوحيد ولا الطريقة الفعّالة لتعليم السلوك الجيد. ففي بعض الأحيان عندما لا يحصل الآباء على النتائج التي يريدونها من معاقبة أطفالهم، فإنهم يعتقدون أن أطفالهم عنيدون ويحتاجون إلى مزيد من العقاب.
وإذا قاوم الطفل بشدة، فإن الأمور تتصاعد بسرعة إلى دائرة قسرية، والتي لا تفشل فقط في تصحيح السلوك السيئ ولكنها تعزز أيضًا السلوك المعادي للمجتمع.

لماذا لا يجب علينا عقاب الأطفال؟

هناك أسباب كثيرة عن عدم فاعلية العقاب منها:

العقاب لا يعلم سلوكيات حسنة

إن العقاب يأخذ التركيز بعيدًا عما يجب أن يفعله الطفل أو لماذا يجب أن يفعله. فلا يعطي الطفل أدوات لتلبية احتياجاته بطريقة مختلفة. بدلًا من ذلك، فإنه يجعل الطفل يغضب.

العقاب يحفز على السلوك السيء

إن الأطفال، أو البشر، بطبيعة الحال، يريدون تجنب العقاب. وأحد طرق تجنب العقاب هي القيام بما يطلبه الأباء منهم. وغابًا ما يخالف الأطفال المطلوب منهم مع عدم وجود رقابة الوالدين. وأحيانًا ما يتمرد الأطفال على العقاب ويرفضونه مما يخلق صراعًا على السلطة. وإذا تمت معاقبة الأطفال بسبب اتخاذهم خيارًا سيئًا، فقد يكذبون لتجنب العقوبة، بدلاً من إيقاف السلوك غير المقبول الذي تحاول إيقافه.

العقاب لا يعزز الوعي

إن تأديب الوالدين أمر حتمي لنمو الطفل الأخلاقي. ومع ذلك، فإن العقوبة لا تساعد الأطفال في تنمية الضمير. بل إنه لا يعلمهم الصواب من الخطأ أو كيف يصبحون شخصًا أفضل. كما إن الأطفال الذين يفتقرون إلى المعايير الأخلاقية هم أقل عُرضة للحفاظ على ضبط النفس وفعل الشيء الصحيح دون إشراف الوالدين.

عقاب الأطفال يمنع تعلم سلوك جديد

التهديد بالعقاب يثير الخوف. ويؤدي الخوف إلى إفراز هرمونات التوتر التي تمنع مركز التعلم في الدماغ (قشرة الفص الجبهي) من العمل.

العقاب يعلم القسوة والعدوانية

إن العقوبة القاسية، مثل العقاب البدني، تعلم الأطفال أن العدوانية أو القسوة أو الصلابة هي أفضل طريقة لحل المشاكل. وأظهرت عقود من الأبحاث والدراسات التي لا حصر لها أن العقاب البدني للأطفال يمكن أن يؤدي إلى سلوك عدواني، وهو نوع من السلوك غير المرغوب فيه الذي يرغب الآباء في تجنبه.

العقاب يعزز سلوك جذب الانتباه

يعد جذب الانتباه، حتى لو كان سلبياً، أحد أكثر المكافآت فاعلية للأطفال. لذلك قد تكون العقوبة بمثابة مكافأة تعزز السلوك السلبي لدى الأطفال.

العقاب لا يعالج سوء السلوك

قد يسيء الأطفال العاصون التصرف لأسباب وجيهة. وإن مجرد إعطاء عواقب سلبية لا يعالج السبب الأساسي الذي قد لا يزال موجودًا، مما يدفع الطفل إلى تكرار نفس الأخطاء.

العقاب يخلق عواطف سلبية ويضر العلاقات

يربط الأطفال الذين يتم معاقبتهم بشكل متكرر مشاعرهم السلبية بالعقاب والسلوك الذي يطلبه آباؤهم. يشار إلى هذه الظاهرة باسم التكييف التقييمي، وهو نوع من التكييف الكلاسيكي. وعندما تتضرر العلاقة بين الوالدين والطفل، يقل احتمال أن يستمع الطفل إلى الوالدين. كما تقل احتمالية تبنيهم للسلوك المرغوب.

يقلل العقاب من الحافز الداخلي للسلوك

إن نظرية تقرير المصير هي نظرية مقنعة تشرح سبب عدم نجاح العقوبة. حيث أن العقاب يسلب الطفل الاستقلال الذاتي، وهو أحد الاحتياجات النفسية الفطرية الثلاثة. فإنه يخلق دافعًا خارجيًا ولكنه يقلل من الدافع الداخلي للتصرف. وقد تؤدي معاقبة الأطفال إلى امتثال مؤقت للمهمات المطلوبة أو السلوك المرغوب على المدى القصير، لكن مثل هذا الدافع الخارجي لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل.

عقاب الأطفال يضر بالصحة العقلية

إن معاقبة الأطفال ليست غير فعالة فحسب، بل يمكن أن تسبب أيضًا مشاكل صحية عقلية على المدى الطويل.

تقنيات التأديب الفعّالة

  • هناك تقنيات تأديب بديلة فعالة وغير عقابية. يمكن أن تساعدك الأدوات التأديبية، مثل العواقب الطبيعية والانضباط الإيجابي والتعزيز الإيجابي وما إلى ذلك، في تعليم الأطفال اتخاذ خيارات سلوكية أفضل.
  • الصبر ضروري خاصة عند تأديب الأطفال الصغار.
  • لا يتقن الأطفال الصغار مهارات جديدة بين عشية وضحاها. لا يُتوقع منهم أن يتصرفوا بشكل مثالي بينما لا تزال أدمغتهم المعرفية تتطور.
  • التصرف بدافع الخوف أو لأنه صواب: إنه اختيار يقوم به الآباء بين الراحة والتطور الأخلاقي.

وفي النهاية نحب أن ننوه أن التأديب الفعّال مهم جدًا لصحة نفسية صحية للأطفال، كما نتمنى أن يكون هذا المقال عن أسباب عدم فاعلية عقاب الأطفال قد حاز على اعجابكم. ولا تنسى عزيزي القاريء أن تقوم بمتابعتنا أيضًا عبر منصات التواصل الاجتماعي:

بواسطة رابط المصدر
أترك رد

بريدك الإلكتروني أو أي معلومات سرية أخرى لن يتم نشرها.