من هم أصحاب السبت؟ وكيف تحول أصحاب السبت إلى قردة؟ ولماذا كان جزائهم ذلك العقاب؟ سوف تتعرف عزيزي الطفل على إجابات لكل هذه التساؤلات المثيرة من خلال هذا المقال، حيث سنقوم بعرض محتوى قصة أصحاب السبت بطريقة مبسطة وميسرة يسهل على الأطفال فهم أحداثها من البداية إلى النهاية.
من أهم أصحاب السبت؟
أصحاب السبت هم قبيلة من قبائل بني إسرائيل. ويٌعرف عن بني إسرائيل بأنهم دائما ما يعصون الله عز وجل ولا يمتثلون لأوامره. وكان أصحاب السبت يعملون بالصيد، حيث كانت المهنة الرئيسية لهم التي كانوا يكسبون المال من خلالها. وذات مرة عصت تلك القرية ربها فعاقبهم الله عز وجل بأن حرَّم عليهم الصيد في يوم محدد وهو يوم السبت. لذا عُرفت القصة باسم أصحاب السبت.
وكان هذا التحريم مشددا أي أن الله منعهم من الصيد يوم السبت وإذا حدث عكس ذلك فسوف يحل بهم عقابه.
ما هي الحيلة التي لجأ إليها أصحاب السبت حتى يستطيعوا الصيد يوم السبت؟
في البداية، يجب أن نعلم جميعا أن أصحاب السبت كانوا يسكنون في قرية تدعى أيلا. وتقع هذه القرية على شاطئ البحر. وعندما علموا أن الله منعهم من الصيد يوم السبت لم يبالوا بل استمروا في تعنتهم وطغيانهم وذنوبهم. وظنوا أن الله حدد ذلك اليوم لأنه اليوم الذي يكثر فيه الصيد وتتواجد الأسماك بكثرة بالقرب من الشاطئ على عكس الأيام الأخرى.
لذلك فكر أصحاب السبت في حيلة لكي يستطيعوا من خلالها صيد الأسماك يوم السبت دون أن يعصوا أمر الله. وتكمن هذه الحيلة التي أقترحها أحدهم أن يقوموا برمي الشباك في ليلة يوم الجمعة، وبقوموا بجمع الأسماك التي وقعت في هذه الشباك يوم الأحد. وبذلك لم ينزل بهم عقوبة الله لأنهم لم يقتربوا من البحر في يوم السبت.
ومر يوم السبت وقد علم أهم القرية ما حدث، حيث رأوا أصحاب السبت يقومون ببيع الأسماك أمام بقية أهل القرية. الأمر الذي دفعهم للهروب من هذه القرية خوفا من أن يحل بهم عذاب من الله.
ماذا فعل الله عز وجل بأصحاب السبت؟
بعد خروج الصالحين من أهل القرية الظالم أهلها، أنزل الله عز وجل غضبه بأصحاب السبت وقام بمسخهم جميعا حيث تحولوا جميعا إلى قردة خاسئين ثم ماتوا جميعا. وقد جاء قول الله تعالى عن قصة أصحاب السبت في القرآن الكريم في عدد من الآيات لبعض سور القرآن الكريم وهي:
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ. فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (البقرة:65و66).
وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ(الأعراف:163ـ 166).
وقوله تعالي:
{قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ(المائدة:60).
الدروس المستفادة من القصة
- الامتثال لأوامر الله تعالى وعدم التهاون في طاعة الله لأنها الأمان لنا من العذاب والصلاح في الدنيا والأخرة.
- الاستمرار في التعنت والإصرار على فعل المعاصي من صفات اليهود، لذا يجب أن نبتعد عن هذه الأفعال التي يمكن أن تؤدي بنا إلى النار في النهاية.
- الله عز وجل يعلم ما نسر وما نعلن ولا يخفى عليه أي شئ.
- إذا غضب الله على قوم أنزل بهم أشد العذاب أما الصالحين فلهم في الأخرة جنات من أنهار وذلك من مقتضى العدل الإلهي.
- يجب أن نتخذ من قصص القرآن عظة وعبرة ونظل نقصها على أبنائنا وأحفادنا على مر العصور.
وفي النهاية، نتمنى لكم ولأطفالكم الاستفادة من قصة أصحاب السبت أحد القصص القرآنية الشهيرة التي وردت في عدد من سور القرآن الكريم. ولا تنسوا أن تقوموا بمتابعتنا أيضا عبر منصات التواصل الاجتماعي الموجودة في الروابط التالية: