هيا نقرأ: قصة التابعي مالك بن دينار للأطفال!

0

سوف نتعرف سويا أحبائي الصغار في هذا المقال على التابعي الجليل مالك بن دينار. الذي عرف عنه التدين الذي وصل درجة الزهد حيث كان من الصحابة المعروف عنهم التدين والزهد الشديد في أمور الدنيا. ولكن لم أحد يعرف القصة التي وراء ذلك الإيمان والرضا والزهد. وسوف نقوم بعرض قصة توبة الصحابي مالك بن دينار خلال هذا المقال حتى يتعرف الجميع كبارا وصغار على هذا الصحابي الجليل.

من هو مالك بن دينار؟

عُرف التابعي مالك بن دينار بأنه سيد العالمين والزاهدين. نشأ في البصرة وكان شديد التعلق بالحسن البصري إذ كان يحضر معه الدروس الدينية في المسجد. وكان من التابعين أي أتباع الرسول صلى الله عليه وسلم الذين لم يشهدوا فترة النبوة ولكن جاء بعده. وآمنه وصدق به وساهم في نصرة الإسلام خلال الفترة التي عاشها.

كان مالك بن دينار يلّقب بأبا يحيى. واشتغل بكتابة المصاحف وجمع الأحاديث أيضا في ذلك العصر.

كان مالك بن دينار دائم التردد على المسجد إذا كان يحضر الدروس الدينية التي يلقيها الحسن البصري. كما كان أيضا يقوم بإلقاء بعض الدروس الدينية آنذاك. وذات يوم أراد التابعي مالك بن دينار أن يحكي قصة توبته أمام الحاضرين التي لم يكن أحد يعرف عنها الكثير. حيث كان مالك بن دينار من الفاسقين ولكن الله عز وجل قد منّ عليه بتوبة نصوحة أصبح بعدها أحد التابعين التي لازلنا نفخر به ونحكي قصته حتى عصرنا هذا.

وقال المظلوم: أن الله لن يسامحه أبدا وأنه سيقول أن تدعوا عليه الليلة لما فعله. فاستهان الرجل بكلامه ظنا منه أنه أن سرقة الحلوى أمرا هينا لا يستحق أن يحل عقاب الله به.
ولكن الرجل المظلوم استشهد بالحديث النبوي الشريف، حيث قال رسول الله صلى الله وسلم:
” من خرج إلى السوق ليشتري شيئا لبناته فأعطاه هن إياه وأدخل عليهن الفرحة، نظر الله إليه بعين الرضا في ذلك الليلة”.
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعندما سمع التابعي مالك بن دينار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم. تأثر بكلام النبي واندفع لنصرة المظلوم وتوجه إلى السارق وأمره أن يعطي المظلوم حقه والإ سيسجنه.
وشكر المظلوم مالك بن دينار وشكره على مساعدته لإرجاع حقه. فطلب منه مالك بن دينار أن يجعل بناته يدعو بالهداية في ذلك الليلة. وعندما عاد إلى بيته شعر برقة في قلبه لم يشعر بها من قبل. وتمنى من الله أن يكون لديه بنات كهذا الرجل. وبالفعل تزوج وأنجب فتاة جميلة اسمها فاطمة. وكان مالك بن دينار يحبها حبا جما. أقلع عن الكثير من الآثام والذنوب التي كان يفعلها قبل ذلك من أجلها إلا الخمر. ولكن عندما بلغت الخمس سنوات توفاه الله الأمر الذي أحزن مالك بن دينار كثيرا وجعله يعود مرة أخرى إلى الفسق والفجور وشرب الخمر بكثرة.

ما هي الرؤية التي تسببت في توبة التابعي مالك بن دينار؟

وذات ليلة نام مالك بن دينار ورأى في المنام بأنه يحاسب يوم القيامة وكان خائفا بشدة حيث كانت هناك حية تريد أن تبتلعه وكان يجري من شدة الخوف. ورأي رجلا مسنا وضعيفا استنجد به فلم يستطيع ولكن دلّه أن يسلك الطريق المؤدي إلى جهة اليسار. فلما اتخذ مالك بن دينار هذا الطريق وجد أخره نارا كبيرا استعاذ منها وأخذ يجري إلى الجهة المقابلة له. فوجد ابنته فاطمة التي كانت تنتظره حتى تنقذه من عذاب النار.
حيث قالت له فاطمة أن الرجل المسن الذي لا يستطيع أن ينقذه هو عمله غير الصالح بسبب كثرة المعاصي والآثام التي كان يفعلها. وأن الشئ الذي سيشفع له هي وفاتها في سن صغير. حيث اختارها الله لكي تغفر له ما مضى. وذكرته بالآية الكريمة التي استيقظ وهو يرددها:
بسم الله الرحمن الرحيم: “أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ”.
وكانت هذه الرؤية نقطة التحول في حياة التابعي مالك بن دينار. حيث أقلع عن كل الآثام والمعاصي التي كان يرتكبها قبل ذلك. بل وأنه اشتغل في جمع الأحاديث وكتابة العديد من نسخ المصحف الشريف.
وبهذا أصبح مالك بن دينار أحد التابعين الذي نقل إلينا علوم الدين الإسلامي إلى جانب أحاديث صحيحة رويت عن النبي الكريم.
أترك رد

بريدك الإلكتروني أو أي معلومات سرية أخرى لن يتم نشرها.