هل تريد تعليم طفلك الاعتماد على النفس؟ إليك 6 خطوات يمكنك اتباعها ليصبح أكثر استقلالية!

0

إن تعليم الأطفال الاعتماد على النفس والاستقلالية ليس أمرا سهلا. حيث ينشأ الطفل وهو معتمدا اعتمادا كليا على والديه في أداء أبسط الأشياء التي يستطيع القيام بها. لذا فإذا كنت ترغب في تعليم طفلك الاستقلالية، فيجب أن تبدأ في تعليمه الاعتماد على نفسه منذ الصغر. وفي هذا المقال سوف نقدم إليك 6 أشياء مبسطة يمكنك القيام بها مع طفلك ليصبح أكثر استقلالية.

نحن جميعا كآباء، من أهم أهدافنا أن ننشأ أطفال مستقلين ولكننا قد نخطئ في حق أبنائنا. لأننا نقوم بتعويدهم على الاعتماد علينا في القيام بكل الأمور التي تخصهم. وهذا ما قد ينشأ جيل يفتقد إلى الاستقلالية والاعتماد على الذات. لذا فيجب علينا تطوير مهارات الطفل واكسابه مزيد من الثقة للاعتماد على الذات.

وسوف نستعرض فيما يلي 6 خطوات أساسية يمكن اتباعها لكي يتعلم طفلك الاستقلالية:

دعهم يخطئون

إن من أسس التربية السليمة ونشأة جيل سوي هو ترك مساحة لهم من الحرية في اتخاذ القرارات الخاصة بهم. حتى وإن كانت خاطئة، فقط يمكنك التوجيه ومناقشة الأمر. كما أن ترك الأبناء تخطئ سيعلمهم كيفية النجاح في الحياة بعد ذلك. لذا فيجب علينا كأباء عدم الانزعاج إذا أخطأ أبنائنا وعدم الشعور بخيبة أمل. فعلى الرغم أنه من الصعب رؤية أبنائنا يكافحون من أجل الوصول للصواب ولكن إذا ركزت على أن تعليمهم أن الفشل هو مجرد ردود فعل. وسيساعد كل ذلك على تطوير عقلية الطفل ويجعلهم أكثر قدرة على اتخاذ قرارت صائبة في المستقبل.

شارك طفلك في أداء بعض المهام المنزلية

شجع طفلك على المشاركة في أداء المهام المنزلية الخاصة به مثل: ترتيب غرفته، تنظيم الألعاب بعد وقت اللعب. وشراء الأشياء الخاصة به وانتقائها، ولكن يجب عليك التأكد من الأعمال الروتينية المناسبة للمرحلة العمرية التي يمر بها طفلك. حيث يتكسب الأطفال مزيد من الثقة بالنفس في حال شعورهم بقدرتهم على المشاركة مما يجعلهم أكثر استقلالية فيما بعد.

السماح للأطفال بالاختيار بحرية ولكن في حدوح المتاح

يعد تقديم مستويات معقولة من الحرية والسماح للأطفال بالاختيار طريقة فعالة في تمكنيهم وتنمية مهاراتهم لاتخاذ القرار والشعور بالمسئولية. ونعني هنا أنك بإمكانك أن تجعل طفلك يختار أي الزي المناسب للخروج به. أو إذا كان بإمكانه الذهاب مع صديق له للتنزه في إحدى الأماكن القريبة. فعندما يتمكن الأطفال من اختيار الخيارات المناسبة لهم. فسيمكنهم ذلك من تحقيق الاعتمادية والاستقلالية عندما يكونوا مسئولين عن اتخاذ قرارات مصيرية في حياتهم.

ومن الجدير بالذكر إن توفير الكثير من الفرص لاتخاذ قرارتهم بأنفسهم والتعلم من الأخطاء هي إحدى الطرق التي يمكن من خلالها للوالدين إظهار احترام تفضيلاتهم وأفكارهم ورغباتهم واحتياجاتهم. وكلما زاد تدريب الأطفال على ذلك كان أفضل لهم.

يجب أن تضع في اعتبارك أنك إذا قمت بوضع العديد من الخيارات أمام طفلك فربما ذلك يحعله أكثر ارتباكا حيال اتخاذ الخيار المناسب. لذلك يجب أن تتعامل مع طفلك بطريقة أكثر عقلانية. وألا تعطيه كثير من الخيارات المحيرة وأن تعامله بالشكل الذي يتناسب مع قدراته حتى تستطيع تنمية مهاراته ليصبح أكثر استقلالا.

امنح طفلك مساحة كافية للإطلاع والتطور

سبق وأن ذكرنا في بداية هذا المقال أنه يجب إعطاء الأطفال مساحة كافية من الحرية. وسوف نركز هنا أيضا على هذه النقطة نظرا لأهميتها في تحقيق الاستقلالية. حيث يحتاج الأطفال دائما مساحة من الحرية للتطور والتعليم، وإذا لم تتح لهم الفرصة لذلك فلن يكونوا مستقلين. وبالتالي يمكن تشجيعهم على الاعتماد على أنفسهم من خلال منحهم الكثير من الفرص للاكتشاف كاللعب في حديقة أو متنزه قريب من المنزل. أو أن تتركهم يمشون على الرصيف مع الحفاظ على مسافة آمنة بينك وبينهم حتى تستطيع مساعدتهم في حال وقوع أي ضرر يلحق بهم.

وبإمكانك أيضا أن تقوم بعمل روتين يومي لطفلك بأن ينجز مهمة واحدة بمفرده دون أن تكون بجانبه.

تجنب الإفراط في التصحيح

حاول قدر الإمكان ألا تصحح لطفلك كل ما يقوم بفعله خلال اليوم. فهو لن يستطيع أن يبلغ حد الكمال أو المثالية بأفعاله. فمثلا إذا طلبت منه ترتيب سريره فلا تقم بانتقاده إذا لم تنظيمه على النحو الأمثل كما تريد. وتذكر دائما أن الكمال ليس الهدف ولكن الهدف هو تعويد الأطفال على الاعتماد على أنفسهم وتعزيز شعورهم بالمسئولية تجاه ما يقوموا به مهمات.

اعط نفسك مساحة خاصة بك مع وضع الاستقلالية في الاعتبار

ونعني بهذه النقطة أن كلما منحت طفلك قدرا من الاستقلالية كلما زادت مساحتك الخاصة في ممارسة أي شئ تريده دون إزعاج. ولتحقيق ذلك يمكنك أن تهيئ لطفلك ممارسة الاستقلالية من خلال وضع احتياجاته ومتعلقاته الخاصة في متناول يده أو بالأرفف القريبة لكي يستطيع إحضارها بأمان وبدون مساعدة منك.

يمكنك التفكير في الطرق التي تزيد من خلالها فرض الطفل في الاستقلالية كوضع ملابس في رف سفلي يستطيع الوصول إليه بسهولة. أو تحضير وجبة غذاء من الثلاجة معدة مسبقا حيث يشعر الطفل بقدر من الفخر والاعتزاز بذاته لاستطاعته بعمل هذه الأشياء بمفرده.

النقطة الفارقة

يمكن أن يكون تعزيز استقلالية طفلك سلاح ذو حدين. لذا فعليك أن تتذكر دائما كلما زاد ما تفعله من أجلهم، قل ما يمكنهم فعله. توقف وإسأل نفسك: هل يمكنهم فعل ما أقوم به بمفردهم؟ وهل أفعل الكثير من أجلهم؟ وضع في اعتبارك قول ماريا منتسوري حول هذا الأمر: “لا تساعد الطفل أبدا في مهمة يستطيع القيام بها بمفرده بنجاح. إن المفتاح لمساعدة الأطفال لكي يصبحوا أكثر استقلالية هو السماح لهم بنشاط وثقة بأن يكونوا مستقلين”.

وفي النهاية، نستخلص من هذا المقال أن أساس اعتماد الأطفال واستقلالهم يبدأ من أسلوب التربية الصحيح الذي يقوم على منح الأبناء مساحة كافية من الحرية والمسئولية معا. ولا تنسوا أن تقوموا بمتابعتنا أيضا عبر منصات التواصل الاجتماعي:

المصدر رابط المصدر
أترك رد

بريدك الإلكتروني أو أي معلومات سرية أخرى لن يتم نشرها.