تحدثنا قصص القرآن عن أحوال الأمم السابقة والأحداث التي مرت على أقوام كانوا عصاه. فأرسل الله عز وجل الأنبياء ليدعوهم بالهداية وعبادة التوحيد. لذا فيجب علينا أن نقص على أبنائنا قصص القرآن التي تحمل في طياتها تراثنا الإسلامي العظيم. وفي هذا المقال سوف نتحدث عن أحد هذه القصص القرآنية وهي قصة أصحاب الرس التي ذكرت في القرآن الكريم. وتتحدث هذه القصة عن قوم من الأقوام الذين كذبوا رسولهم وأهلكهم الله سبحانه وتعالى. وسوف نعرض إليكم قصة أصحاب الرس بطريقة سلسة للأطفال.
ما سبب تسمية أصحاب الرس بهذا الاسم؟
سمي أصحاب الرس نسبة إلى نهر الرس. ويقع هذا النهر في أذربيجان وكان هذا النهر شديد الجمال مزروع على جانبيه أشجار الصنوبر بشكل يفتن أعين الناس. وقد أرسل الله عز وجل نبي يدعو “حنظلة بن صفوان”. حتى ينقذ أهل هذه المدينة من طغيان الملك الظالم الذي يحكمها ويدعى : الملك طركوز” حيث كان هذا الملك يأخذ من شعبه كل ما يمكلون من ماشية وأراضي عنوة لكي يقدمها قرابين للشجرة المقدسة حيث كان يتجسد بها الشيطان ليضل الناس عن طريق الحق والهداية. التي كان يعبدها الملك وأعوانه في هذا العهد.
ولم يكن أحد من أهل هذه القرية يجرؤ عن الخروج عن هذا الحاكم الظالم. الذي كان يقدس نهر الرس ويحكم على كل من يقترب إليه أو يشرب منه بالإعدام. حيث كان يوهم أهل القرية أن ذلك النهر مخصص فقط لسقاية الشجرة المقدسة.
محتوى قصة أصحاب الرس
كان أصحاب الرس قوما فاسقين يعبدون الشجرة من دون الله عز وجل. فأرسل الله عليهم نبي صالح كان يعيش فيه هذه القرية وهو حنظلة بن صفوان. الذي آتاه الوحي في المنام وكلفه برساله الله له لكي ينقذ هؤلاء المستضعفين من أصحاب الرس وهما الملك طركوز وأعوانه. وعندما علم الملك بأمر نبي الله صفوان خاف من إتباع الناس له. وفكر في حيلة للتخلص منه وهي القضاء على الماشية التي كان يراعاها نبي الله حنظلة بحجة أنها شربت من نهر الرس المقدس.
ولم يكن أصحاب الرس يصدقون نبوءة سيدنا حنظلة حيث صدق به الفقراء فقط من أهل هذه القرية. أما أصحاب الرس فقد عصوا واتبعوا الشيطان فزادهم الله ضلال. وعندما أمر الملك الظالم بالتخلص من الماشية قام النبي حنظلة: “اللهم اهلك الظالمين وأيبس شجرتهم التي يعبدونها”.
وبالفعل استجاب الله عزوجل لدعوة نبيه حنظلة ووجد أهل القرية هذه الشجرة يابسة. وذلك لأن كيد الشيطان ضعيفا فلم يستطيع الاستمرار في خدمة الناس أمام قدرة الله تعالى ومعجزاته.
ما فعل الله عز وجل من أصحاب الرس؟
انتقم الله عزوجل من أصحاب الرس أشد انتقام جزاء لما فعلوه بنبيه حنظلة بن صفوات من تكذيبه وقتله. فأرسل عليهم نارا تذيب جلودهم وتحرق الشجرة المقدسة التي لم استنجد بها أصحاب الرس لإنقاذهم من العذاب وإهلكوا جميعا. وقد ذكر الله عزوجل أصحاب الرس في القرآن الكريم في عدة مواضع هي
قال تعالى: وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا {الفرقان: 38-39}
وكذلك قوله تعالى:
قال تعالى: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ (12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ (13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ {ق: 12-14}
