إن قصة بقرة بني إسرائيل من أروع القصص القرآنية وذلك لأنها تحمل معجزة إلهية لم يسبق لها مثيل. وقد أنزل الله عز وجل هذه القصة على بني إسرائيل حيث سميت سورة البقرة بهذا الاسم نسبة إلى قصة بقرة بني إسرائيل. وترجع هذه القصة إلى عهد سيدنا موسى وبني إسرائيل التي أنعم الله عليهم بنعم كثيرة. حيث جعلهم في مقدمة الأمم وأنزل التوراة التي تعد أولى الكتب السماوية. وفي هذا المقال سوف نتعرف على قصة بقرة بني إسرائيل.
أحداث قصة بقرة بني إسرائيل
ترجع أحداث قصة بني إسرائيل إلى عهد سيدنا موسى. حيث كان هناك رجلا من بني إسرائيل عقيم أي أنه لا ينجب وكان لديه من الأثرياء ومع ذلك كان شديد البخل. وكان هذا الرجل عم لثلاثة أبناء كانوا من شدة فقرهم يحقدون على عمهم الثري الذي يساعدهم بأي شئ. لذلك فقد قرر أحد أبناء أخيه ذات يوم أن يقتله حتى يرث ما لديه من أموال.
وبالفعل قام الاب بقتل عمه البخيل ثم قام بإلقاء جثته على الطريق دون أن يراه أحد. وحينما وجد الناس جثة العم الغني ملقاه على أحد جوانب الطريق التفوا حوله. وظلوا يتساءلون فيما بينهم من الذي قتل ذلك الرجل!!
بعدها توجه بنو إسرائيل إلى نبى الله موسى ليسألوه عن قاتل ذلك الرجل. وهنا سأل موسى ربه فأجابه ربه أن يخبر القوم أن يذبحوا بقرة. فتعجب بنو إسرائيل وقال له: أتهزأ بنا، فقال لهم موسى: أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. وهنا بدأ سيدنا موسى يحدد لهم مواصفات هذه البقرة وكلما ازدادوا تعنت صعّب الله عليها صفاتها مما جعل من الصعب العثور على بقرة بمثل هذه المواصفات.
مواصفات بقرة بني إسرائيل
أمر الله عز وجل بني إسرائيل في البداية أن يذبحوا أية بقرة دون مواصفات محددة. ولكن عدم امتثال بني إسرائيل لكلام الله من البداية صعب عليهم الأمر في العثور عليها. حيث سأل بنو إسرائيل سيدنا أن يسأل الله عن مواصفاتها فقال موسى أنه تعالى أنه يقول أنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان أي أنها متوسطة العمر ليست صغيرة ولا كبيرة. ثم سألوا مرة أخرى عن لون هذه البقرة، فأخبرهم الله على لسان موسى أنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين.
ولم يهتدي بنو إسرائيل في هذه المرة أيضا فرجعوا إلى سيدنا موسى مرة أخرى ليسألوه عن صفة أخرى للبقرة فأجابهم الله تعالى أنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث أي أنها لا تعمل بالأرض. وليست بها أية عيوب خلقية.
وبالتالي فقد أدى تعنت بني إسرائيل إلى صعوبة العثور على البقرة بالمواصفات التي حددها الله تعالى نتيجة عدم انصياغهم لأوامر الله تعالى من البداية.
معجزة قصة بقرة بني إسرائيل
ظل يبحث بنو إسرائيل على البقرة حتى وجدوها عند شاب من أهل هذه القرية كان بارا بوالديه. وكأن الله عز وجل أراد أن يكافآة على حسن معاملته لأبويه. فقام بنو إسرائيل بشراؤها بمبلغ كبير من المال حيث قاموا بدفع وزن جلدها بالذهب. ثم أمر الله عز وجل بني إسرائيل أن يقوموا بذبح هذه البقرة لمعرفة القاتل. وبالفعل ذبحوا البقرة وقاموا برمي جزء منها على الرجل الذي تم قتله كما أمرهم الله تعالى. وعندما فعلوا ذلك عاد الرجل إلى الحياة مرة أخرى وأشار إلى ابن اخيه الذي قتله.
وبعد هذه الوقعة عرف الجميع من هو القاتل وشاهدوا معجزة إلهية حدثت أمام أعينهم آلا وهي معجزة إحياء الله الموتى. حتى تكون عبرة وعظة لبني إسرائيل للامتثال لله تعالى باتباع الرسل الذين يهدون إلى إتباع الحق والبعد عن طريق الضلال.
ومن الآيات القرآنية التي وردت في سورة البقرة تروي هذه قصة بقرة بني إسرائيل هي:
“وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً قَالُواْ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ، قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُواْ مَا تُؤْمَرُونَ، قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاء فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ، قَالُواْ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاء اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ، قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ”.
ثم تستكمل الآيات الكريمة معجزة بقرة بني إسرائيل في قوله تعالى:
﴿ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾
وفي النهاية، لقد قمنا بسرد أحداث قصة بقرة بني إسرائيل للأطفال بطريقة مبسطة وممتعة. ولا تنسوا أن تقوموا بمتابعتنا أيضا عبر منصات التواصل الاجتماعي الموجودة في الروابط التالية: