هيا نقرأ: قصة أصحاب الأيكة للأطفال!

0

ذكر الله عز وجل أصحاب الأيكة وقوم تبّع في مواضع عديدة في القرآن الكريم. وذلك لما تحمل هذه القصة من عبر ومواعظ لجميع الأمم على مر العصور. وفي هذا المقال سوف نتعرف سويا أحبائي الصغار على قصة أصحاب الأيكة ومَن النبي الذي أُرسل إليهم! وصفاتهم التي أودت بهم في النهاية إلى طريق الضلال. فهيا بنا نتعرف على أروع القصص القرآنية وهي قصة أصحاب الأيكة.

من هم أصحاب الأيكة

أصحاب الأيكة هم قوم سيدنا شعيب. وكانوا يعيشون في مملكة مدين وقد ذكرهم الله في القرآن الكريم، حيث كان قوم مدين يعيشون في منطقة تقرب من قوم ثمود الذي بعث الله إليهم سيدنا صالح عليه السلام ليهديهم إلى طريق الحق وعبادة التوحيد. وقد ذكر الله عز وجل أصحاب الأيكة في التوراة أيضا لبغيهم وظلمهم للعباد، حيث كان أصحاب الأيكة يسعون في الأرض ويقطعون الطرق ويبخسون الناس حقوقهم في الميزان، لذلك بعث الله لهم سيدنا شعيب ليدعوهم إلى فعل الخيرات وترك هذه الأفعال.

اشتهر أصحاب الأيكة بالظلم والعدوان ونشر الفساد في الأرض، حيث كانوا قوما يشركون بالله عز وجل وكان يعبدون الأشجار من دون الله وكانوا دائما ما يحتالون على الناس بالغش والسرقة والكذب، هذا بالإضافة إلى انتهاك الأعراض وغيرها من المنكرات والفواحش.

وقد أٌطلق عليهم هذا الاسم لأنهم كانوا يعبدون نوع شجر يُعرف بشجر الأيك وهو عبارة عن نوع من الأشجار الملتف لذلك سُمي بهذا الاسم. وكان أصحاب الأيكة يعملون في التجارة، حيث استطاعوا تكوين ثروة طائلة من الأفعال المشينة كالسرقة وقطع الطرق وغيرها. وعندما أرسل الله عز وجل نبيه شعيب عليه السلام، حيث أراد أن يطهر نفوسهم من كل ما يقوموا به من محرمات. ويدعوهم لترك عبادة تلك الشجرة والإيمان بالله وحده وعدم الشرك به.

فما كان جواب قومه إلا أن رفضوا الاستجابة إلى دعوة سيدنا شعيب، ولم يكترثوا برسالة الله التي حملها لهم، بل كذبوه وقالوا له: إن سادة مدين لن ترضخ لطاعة أي مخلوق أو الامتثال لما جاء به من طريق الهدى والحق ورسالة التوحيد. ولم يكتفي أهل مدين أو أصحاب الأيكة كما أُطلق عليهم بذلك فقط. ولكنهم توعدوا بالقتل رجمًا حتى الموت نبي الله شعيب وأخبروه بذلك إذا لم يكف عن إبلاغ هذه الرسالة الإيمانية العظيمة وأن ذلك ليس عليهم بعزيز.

ولكن سيدنا شعيب استمر في دعوته التي كلفه الله إياها وكان دائما ما يذكرهم بقدرة الله تعالى، وكيف أهلك من قبلهم أمم لم يستجيبوا لعبادته سبحانه وتعالى مثل: قوم لوط، وقوم نوح وغيرهم من الأمم التي أصرت في عنادها وكِبْرها الذي أودى بهم في النهاية إلى الهلاك، حيث استجابت هذه الأمم للشيطان الذي زين لهم سوء أعمالهم فساروا في طريق الضلال حتى يلاقوا مصيرهم في جهنم وبئس المصير.

ماذا فعل أصحاب الأيكة عندما دعاهم شعيب لعبادة الله؟

لقد أوضحنا فيما سبق رفض دعوة سيدنا شعيب لهم وتعنتهم واستبكارهم. كيف هددوا سيدنا شعيب إذا ما ترك هذه الدعوة. وعندما اشتد البلاء على سيدنا شعيب فاضطر سيدنا شعيب ومن اتبعه إلى الخروج مُكْرَهين من القرية التي يسكنها أهل مدين. وهنا دعا شعيب ربه وقال:

  بسم الله الرحمن الرحيم

“وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ “، سورة الأعراف.

فاستجاب له ربه ونجاه ومن معه وأهلك القوم الظالمين، كما في قوله تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

“وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ “.

كيف انتقم الله عز وجل من أصحاب الأيكة؟

أنزل الله عذابه على أصحاب الأيكة عذابا لم يسبق أحدا من الأخرين. فبعد خروج سيدنا شعيب وأتباعه أنزل الله على أصحاب الأيكة نارا من السماء ثم أمر الله جبريل أن ينزل عليهم الصيحة الكبرى، حيث صاح بهم صيحة واحدة مع الريح فأماتهم جميعا. وذلك جزاء الكافرين. وقد ذكر الله أصحاب الأيكة في مواضع عديدة في القرآن الكريم في السور التالية:

وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ ﴿٧٨ الحجر﴾

وأيضا:

كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ﴿١٧٦ الشعراء﴾

وكذلك:

وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَـٰئِكَ الْأَحْزَابُ﴿١٣ ص﴾

وأخيرا:

وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ﴿١٤ ق﴾

ومن المميز أيضا أن تقرأ: هيا نقرأ: قصة أصحاب السبت للأطفال!
وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية قصة أصحاب الأيكة، نتمنى أن تنال إعجابكم وانتظروا المزيد من القصص القرآنية في المقالات القادمة. ولا تنسوا أن تقوموا بمتابعتنا أيضا عبر منصات التواصل الاجتماعي الموجودة في الروابط التالية:
أترك رد

بريدك الإلكتروني أو أي معلومات سرية أخرى لن يتم نشرها.