يتناول برنامج رحلة القرآن العظيم بالشرح مراحل جمع القرآن الكريم منذ بداية نزوله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تم تدوينه على الصحف والرقاع والعسب واللخاف والأضلاع والألواح، ثم جمع الصحابة له في مصحف واحد سواء بسبب استشهاد الكثير من كُتَّاب الوحي في حروب الردة أو بسبب اختلاف الناس في قراءة القرآن، لذا كان من الواجب جمعه خوفًا عليه من الضياع أو التحريف.
قال تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
محتوى حلقات برنامج رحلة القرآن العظيم
يحتوي برنامج رحلة جمع القرآن الكريم على عدد 26 مقطع فيديو، بواقع 9 حلقات كل حلقة منهم مقسمة إلى عدة أجزاء وفيما يلي سوف نتناول مقتطفات سريعة لبعض هذه الحلقات.
الحلقة الأولى ج 1
تبدأ الحلقة الأولى من برنامج رحلة جمع القرآن العظيم بالتعريف بمكة وموقعها ومناخها وتضاريسها وثرواتها، كما يتناول بالشرح أيضًا أهمية موقعها الجغرافي بالنسبة لنشاط التجارة.
بعد ذلك ينتقل الراوي إلى أهمية مكة في نشر الدعوة إلى الإسلام وعبادة الله وحده لا شريك له، حيث اختارها الله تعالى بين الحبال السود الداكنة لتشهد الأحداث العظام. ففي جبل ثور استظل الغار الرسول صلى الله عليه وسلم صاحبه أبا بكر رضي الله عنه. وعلى بطاح وديانها يوجد وادي مِنَى حيث كان الصراع بين سيدنا إبراهيم عليه السلام وبين إبليس اللعين. وبين جبالها تمت بيعتا العقبة “الأولى والثانية”.
إنها مكة موطن دعوة التوحيد الأولى، التي دعا إليها سيدنا إبراهيم وولده إسماعيل عليهما السلام.
في قمة جبل النور “جبل حراء” الغار الذي نزلت به أولى آيات القرآن الكريم:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)
وكان محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم أميا لا يعرف الكتابة والقراءة. لذا كان لابد في هذه الحالة أن يتلقى القرآن تلقينًا، ويحفظه من ملك الوحي مشافهة.
قال تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ}
لقد نزل القرآن الكريم على مراحل ليكون أقرب للحفظ وأسهل على الضبط وأبعد على النسيان. وكانت الآيات القرآنية تتنزل عليه صلى الله عليه وسلم تتتابع تارة وتبطئ أخرى.
لقد استمر نزول القرآن الكريم ثلاثًا وعشرين سنة من بعثته حتى وفاته صلى الله عليه وسلم. وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم منذ اللحظة الأولى على حفظه واستظهاره، وعلى تدوينه وكتابته فور نزوله. وبما أنه لا يقرأ ولا يكتب صلى الله عليه وسلم فقد تم التدوين هذا على يد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين تحت إشرافه ورقابته. وهكذا أصبح للقرآن الكريم صورتان، صورة صوتية وأخرى كتابية.
الحلقة الثانية ج 1
امتدت الفتوحات في عصر سيدنا عمر بن الخطاب وعصر سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وكثر الداخلون في الإسلام، وازدادت حاجة الداخلين في الإسلام إلى معرفة تعاليم هذا الدين الجديد، فظهرت المصاحف في الأمصار من إملاء كبار الصحابة الذين كانوا يعلمون القرآن بلهجاتهم “قراءاتهم السبع”، التي أجاز لهم الرسول صلى الله عليه وسلم القراءة بها تيسيرا عليهم، ومن هنا ظهر الخلاف بين المتعلمين الذين يتلقون القراءة، وصار كل واحدٍ منهم يتطاول على أخيه بقراءته ويخال أن قراءته هي الأصح.
كما وقع الخلاف في جيش الفتح على أرض أرمينية وتشاجر الجند فيما بينهم بسبب اختلاف اللهجات في قراءة القرآن، مما دفع حذيفة بن اليمان أن يشكو أمرهم إلى خليفة المسلمين عثمان بن عفان بقوله:
يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب
فتدارك عثمان الأمر، فجمع أعلام الصحابة وتدارس معهم أمر هذه الفتنة وأسبابها وعلاجها. واجتمع الرأي على ضرورة عمل نسخ من القرآن الكريم ترسل للأمصار وتكون أصلًا لقراءة كتاب الله وكتابته، يرجع إليها كلما دعت الحاجة.
وأرسل سيدنا عثمان رضي الله عنه إلى أم المؤمنين حفصة بنت سيدنا عمر رضي الله عنهما أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليكِ، فأرسلت بها. وشكل سيدنا عثمان لجنة رباعية قوامها:
- زيد بن ثابت
- عبدالله بن الزبير
- سعيد بن العاص
- عبدالرحمن بن الحارث بن هشام
وتم تحديد مهمة اللجنة في إخراج نص مكتوب من القرآن الكريم من الأصل المحفوظ عند أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها.
وأوصى سيدنا عثمان الرهط القرشي الثلاثة قائلًا:
إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم.
الحلقة الخامسة ج 1
في هذه الحلقة يتحدث الراوي عن خطوط المصاحف “الكوفي والقيرواني”، حيث فتح المسلمون فلسطين وتسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيت المقدس. وكتب الخليفة فيما بعد لأهل بيت المقدس وثيقة الأمان التي عرفت فيما بعد بالعهدة العمرية.
بعد كتابة وثيقة الأمان زار سيدنا عمر رضي الله كنيسة القيامة، ولما كان في داخلها حان وقت الصلاة فأشار عليه البطريارك سفرونيوس أن يصلي بداخل الكنيسة قائلًا: “مكانك صلِ” إلا أن عمر أبى وخرج من الكنيسة وصلى في مكان قريب خشية أن يتخذ المسلمين صلاته ذريعة فيضعوا أيديهم عليها. فقابل النصارى عمله هذا بالشكر وذكره المؤرخون بالتقدير.
وعندما سأل سيدنا عمر رضي الله عنه عن مكان الصخرة، فإذا هي مكان للقاذورات فراح يحفن التراب بكفيه عنها، وحذا الصحابة حذوه إلى أن برزت الصخرة. فأمر أن يبنى عليها مسجدًا.
وقبل أن يغادر سيدنا عمر بيت المقدس جمع الجند فأثنى على عملهم وشكر الله إذ صدق وعده ونصر جنده وأورثهم البلاد ومكَّن لهم في الأرض، ثم نصحهم بالابتعاد عن المعاصي والتوبة وتقوى الله وإلا سلب الله عزهم وسلط عليهم عدوهم. وأقام على بيت المقدس يزيد بن أبي سفيان على أن يأتمر بأوامر أبي عبيدة بن الجراح، ثم عاد إلى الحجاز.
مشاهدة حلقات برنامج رحلة القرآن العظيم
يمكنكم مشاهدة حلقات برنامج رحلة القرآن الكريم، والتعرف على مراحل جمع القرآن الكريم من خلال الرابط التالي:
وفي النهاية، نتمنى أن نكون قد قدمنا لكم عرضا سريعا لرحلة القرآن الكريم، سائلين المولى عز وجل أن ينفعكم ما تم تقديمه من معلومات حول رحلة جمع القرآن العظيم، ولا تنسوا أن تقوموا بمتابعتنا أيضا على منصات التواصل الاجتماعي:
