كيف تساعد طفلك على التعامل مع الطلاق أو الانفصال!

0

يعتبر الطلاق من أكبر التحديات الحالية التي تواجه المجتمعات والأسر العربية في الفترة الأخيرة. حيث ارتفعت نسب الطلاق بشكل ملحوظ في كافة المجتمعات العربية بما فيها المجتمع المصري الذي تتزايد فيه حالات الطلاق بمعدل كبير لتصل إلي حالة طلاق كل دقيقتين طبقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

ولاشك أن الانفصال يؤثر تأثير مباشر وسلبي على الأطفال الذين من المفترض أن تتربى في ظل ورعاية كلا من الأبوين حتى تنشأ نشأة سوية وتستطيع أن تقوم بدورها على أكمل وجه عندما يصبح أب أو أم مسؤولة عن تربية جيل أخر على نفس القيم والمبادئ والأخلاق الكريمة.

لذا سوف نقدم إليكم في هذا المقال أهم النصائح والتوجيهات التي تتعامل بها مع طفلك في حالة حدوث طلاق أو انفصال بين الطرفين.

يجب في البداية، أن نوضح أنه يختلف تأثير الطلاق من طفل لأخر وذلك حسب استجابة طفلك للموقف، وعمره، وشخصيته والظروف التي أدت إلى انهيار العلاقة. حيث عادة يكون رد الفعل الأولي عن  الانفصال هو الصدمة، كما يعاني بعض من الأطفال من الشعور بالإحباط والقلق والحزن. بالإضافة إلي الشعور الدائم بالذنب والخوف من الهجر.

ما الذي يجب على الأبوين فعله في حالة اتخاذ القرار بإنهاء العلاقة والرغبة في الانفصال؟

ينبغي على جميع الأزواج محاولة تقديم المشورة خاصة في حالة وجود أطفال، وإذا تعذر ذلك فإنه يجب أن يقوم كلا منهما بالتخطيط قبل الانفصال وعمل كافة الترتيبات التي تسبق الانفصال والتي من شأنها تنظم وتحدد شكل العلاقة بين الزوجين بحيث لا يؤثر على الابناء.  ومن أهم الأشياء التي يجب أخذها في الاعتبار هي

  • اتخاذ كافة القرارات التي تتعلق بمصير الأطفال مثل: قرار من سيقيم مع الطفل (الحضانة )؟
  • حقوق اتصال الطفل بوالديه وعدم قطع صلة الطفل بأي طرف منهما.
  • الإتفاق على أي التزامات مالية تتعلق بطفلك.
  • التوصل إلى اتفاق متبادل بشأن المدرسة التي سيذهب إليها أطفالك بعد الانفصال.

إن اتخاذ قرار الانفصال هو قرار صعب ومرهق أيضا بالنسبة للزوجين. ولضمان اتخاذ أفضل القرارات الممكنة لك الطفل يمكنك الاستعانة بوسيط. حيث يتمثل دور الوسيط في  المساعدة في التخطيط الترتيبات المفيدة للطرفين التي تتعلق بإجراءات الانفصال من حيث تسوية الخلافات وترتيبات المعيشة والالتزامات المالية.

تحدث مع طفلك عن الانقسام

ليس من السهل إخبار طفلك بالانفصال أو الطلاق، لأنه بالتأكيد سيشعر بالضيق من هذا القرار. وعلى الرغم من تلك الصعوبات هناك طرق يمكن من خلالها إخبار طفلك ومساعدتهم على تخطي الفترة الصعبة التي يحدث فيها الانفصال.

وسوف نقدم فيما يلي عدد من النصائح المفيدة المقدمة من أحد خبراء ومتستشارين التربية التي يمكن اتباعها عند اتخاذ قرار الطلاق:

  • حاول قدر الإمكان إبعاد طفلك عن المشاكل والخلافات التي تسببت في حدوث الطلاق أو أي تفاصيل من هذا القبيل قد لا يحتاج طفلك إلى سماعها.
  • اجعل طفلك يشعر بالطمأنينة وأخبره أن ما حدث ليس خطأ منه وأن كلا من الوالدين لايزالان يحبونه.
  • حاول أن لا تشعر طفلك بأن حياته تغيرت بالكامل بعد الانفصال مع الحفاظ على بعض الأعمال الروتينية التي اعتاد فعلها قبل ذلك حتى لا يكره حياته الجديدة.
  • لا تصقل كاهل طفلك بإتخاذ الترتيبات والقرارات الخاصة بحياته. بل قدم له المساعدة في الفترة العصيبة التي يمر بها.
  • شجع طفلك على طرح الأسئلة التي يريد معرفة الإجابة عنها والتي تتعلق بحياته المستقبلية بعد الانفصال.
  • حاولة تهدئة مخاوف طفلك المرتبطة بعد إمكانه من رؤية والده طوال الوقت كما كان الوضع قبل الانفصال. بل أجعله يشعره بالطمأنينة حيال هذا الأمر وأنه يستطيع رؤية في أي وقت يريده بالاتفاق المتبادل بينهم.

التعامل مع ردود أفعال طفلك

سبق وأن أوضحنا أن ردود أفعال الأطفال تجاة موضوع الطلاق مختلفة. فمنهم من يشعر بالضيق ومنهم يتظاهر بعدم الانزعاج على الرغم من أنهم قد يتألمون نفسيا، والبعض الآخر تظهر عليه أعراض جسدية أخرى مصاحبة للإضطراب النفسي الذي يمرون به مثل: الآلام البطن، الصداع، تغيرات في الشهية، تغيرات في السلوك تجاة أصدقائهم في المدرسة.

ويمكنك عبور تلك التغيرات من خلال إبقاء الحوار مفتوح دائما مع طفلك لأنه سيريد معرفة كيف ستتأثر حياته بعد الانفصال؟ ، لذا يجب عليك التحلي بالصبر مهما كنت قلقل أو متوترا أو حتى ليس لديك إجابات كافية عن تساؤلاته في الوقت الحالي.

حاول أن تحافظ على العادات والروتين

التزم قدر الإمكان بالمحافظة على الروتين اليومي لأن ذلك سيجعلهم يشعرون بقدر من الاستقرار النفسي.

ومن الجدير بالذكر أن الأطفال في هذه الفترة في أشد الحاجة إلي رعاية واهتمام كلا من الأبوين وذلك من أجل الشعور بالأمان الذي يحتاجه لعبور التغيرات الصعبة المتعددة والتي يمكن أن يكون لها تأثير ضار على طفلك.

الإجابة على الأسئلة

كن مستعدا الإجابة على كافة التساؤلات الخاصة بقرار الانفصال. وإليك مجموعة من النصائح لمساعدتك على ذلك:

  • كن صبور وهاديءا وحافظ على اتساق إجاباتك.
  • اعط إجابات مناسبة لعمر الطفل حيث يحتاج الأطفال الأصغر سنا تفاصيل أقل من الأطفال الأكبر سنا.
  • كن صادقا مع طفلك حتى يثق بك عندما يكبر ولكن مع مراعاة ألا تشوه له صورة الطرف الأخر في حال وجود خلافات.
  • اعترف بالمشاعر بدلا من صرف النظر عنها.
  • الاتساق والمحافظة على الروتين أمران كمان للغاية في فترة عدم الاستقرار.

وتتضمن الأسئلة الشائعة التي ستحتاج للإجابة عليها ما يلي:

  • مع من سأعيش؟
  • هل سأنتقل إلى منزل أخر؟
  • أين سيعيش كل والد؟
  • هل لا يزال بإمكاني رؤية أصدقائي؟
  • هل لا يزال بإمكاني الذهاب إلي النادي وزيارة الأصدقاء وممارسة الأنشطة الرياضية؟

تقديم المساعدة الخارجية

سيتعامل جميع الأطفال مع انفصال والديهم بشكل مختلف. سيجد البعض صعوبة في التعبير عن المشاعر أو التحدث عما يحدث. وإذا كنت قلق بشأن طفلك وعدم تأقلمه مع الواقع الجديد فيمكنك استشارة أحد المختصين لمساعدة طفلك لعبور تلك الفترة العصبية بسلام.

وفي النهاية، لا تنسى عزيزي القارئ أن تقوم بمتابعتنا أيضا عبر منصات التواصل الاجتماعي:

 

 

المصدر رابط المصدر
أترك رد

بريدك الإلكتروني أو أي معلومات سرية أخرى لن يتم نشرها.