كيف أشجع ابني على صيام شهر رمضان الكريم!

0

أيام قليلة وتبدأ أجمل شهور العام، شهر رمضان المعظم بنفحاته العطرة. ومن فضائل هذا الشهر الكريم أن الله أنزل القرآن الكريم على نبيه في هذا الشهر الفضيل. كما قال الحق في كتابه العزيز: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ. فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ. يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” [سورة البقرة:185].

فمن منّا لا ينتظر قدوم شهر رمضان الكريم حتى يغفر الله له. ويشحن طاقاته الإيمانية والروحية لباقي شهور العام. وبما أننا نستعد لهذا الشهر الكريم فيجب أن نقوم بتهيئة أبنائنا أيضا للاستعداد له. وينتظرون قدومه بالفرحة والعبادة والطاعة والصيام.

لذلك سوف نتحدث في هذا المقال عن كيفية تشجيع الطفل على الصيام ومتى يجب أن يبدأ في التعود عليه، وفضل وفوائد الصيام.

متى نبدأ في تعويد الطفل على الصيام؟

تختلف طاقة كل طفل عن الأخر في التحمل. فمنهم من يستطيع احتمال الجوع والعطش بقدر أكبر من غيرهم. ولكن يجب أن نعود الطفل على الصيام بالتدريج منذ أن يتم السابعة من عمره حتى يدرك معنى الصيام وفضله.

ومعنى أن يتعود على الصيام تدريجيا هنا أن يبدأ في الصيام فترات متقطعة بأن يمتنع عن تناول الطعام والشراب لعدد ساعات قليلة من اليوم في البداية. وذلك في العام الأول الذي بدأ صيام به. ثم يقوم بعد ذلك بزيادة المدة التي يصومها في الأعوام التالية حتى يستطيع صيام يوم كامل دون مشقة عند إتمامه سن العاشرة. وذلك لأنه يبدأ سن البلوغ عند الأطفال في الفترة ما بين ٩ إلى ١١ عام. وبالتالي إذا تعود الطفل على الصيام تدريجيا فإنه يستطيع الشهر كاملا الصيام دون عندما عندما يصبح مكلفا وواجب عليه الصيام.

كيف أشجع ابني على الصيام؟

يجب في البداية، أن تحدث ابنك عن فضل الصيام وفوائده للصحة والجسم. حيث أن للصيام فوائد عديدة سوف نقوم بعرضها في النقاط التالية:

فوائد الصيام للجسم

  • يعمل الصيام على تخليص الجسم من الخلايا الميتة وتكوين خلايا جديدة وبالتالي فهو يقي من الكثير من الأمراض.
  • يقلل من نسبة الدهون المتراكمة لدى الأطفال التي تعاني من السمنة.
  • يخلص الكبد من السموم المتراكمة به ويعمل على تنظيفه.
  • ينقي كافة أجهزة الجسم من الشوائب المتراكمة به طوال العام.
  • يعزز الصيام الجهاز الهضمي وصحة القلب ويعمل على تنشيط أعضاء ووظائف أجهزة الجسم حتى تستعيد كامل طاقتها وحيويتها مرة أخرى.

وغيرها من الفوائد المتعددة للصيام. حيث أثبتت الدراسات مدى آثاره الإيجابية على الجسم. وبالتالي يتعلم الطفل أن الله لم يفرض على المسلمين فريضة إلا وبها نفع لهم.

فضل الصيام

يجب أن تتحدث مع ابنك عن فضل وأهمية صوم شهر رمضان. التي تتمثل فيما يلي:

  • يعد الصيام الركن الثالث من أركان الإسلام. وبدون هذا الركن لن يكتمل إسلام الفرد.
  • أعد الله عز وجل للصائمين جزاء كبير في الدنيا والآخرة امتثالا لأوامره.
  • خصص الله عز وجل بابا للصائمين لدخول الجنة وهو باب الريان.
  • جعل الله للصائم عز وجل دعوة مستجابة في الدنيا وذلك عندما يفطر. أما في الآخرة للصائم جبال من الحسنات تدخله الجنة.
  • شهر رمضان به ليلة القدر وهي من أعظم الليال الوترية في العشر الأواخر من شهر رمضان.

ماذا أفعل إذا رفض ابني الصوم؟

  • لا تجبر طفلك أبدا على الصيام إذا كان يرفض ذلك. فالطفل يرى أن الصيام عبادة شاقة بالنسبة له في بداية الأمر . ولكن عليك تحفيزه وتشجعيه دائما وذكره بأجره العظيم في الدنيا والآخرة.
  • اتبع معه أسلوب الترغيب لا الترهيب. فبدلا من أن تقول له إذا لم يتم فإن الله سيلقي بك في النار. ولكن قل له إن الله يحب عباده الصائمين ويدخلهم الجنة.
  • قم بتحفيزه دائما وكافأه على إتمام الصيام يوميا سواء بالهدايا أو المكافآت المالية البسيطة. ويمكن أيضا أن له تعد الأم أنواع الطعام المفضل لديه المفضلة في وجبة الإفطار كنوع من التشجيع.
  • تحلى بالصبر مع ابنك في مرحلة التعود على الصيام. لأن الصبر على الطاعة من أهم أسباب التعود عليها دون مشقة.

نصائح هامة للاهتمام بتغذية الأطفال في الصيام

إذا نويت أن يبدأ طفلك في الصيام ويمتنع عن الطعام والشراب لعدد ساعات طويلة في اليوم. فيجب عليك أن تهتم بتغذيته جيدا في الفترة ما بين الفطور والسحور حتى تمد جسمه بكافة العناصر الأساسية من المعادن والفيتامينات التي يحتاجها. وفيما يلي أهم العناصر الأساسية التي يجب توافرها في وجبة الإفطار والسحور أيضا:

  • احرص على أن تقدم لطفلك في الإفطار وجبة متكاملة تحتوي على البروتين المتمثل في قطعة قليلة الدسم من اللحم أو الدجاج. بالإضافة إلى الخضروات الطازجة مع الكربوهيدرات أيضا المتمثلة في الأرز أو البطاطس أو المعكرونة.
  • شرب كميات كافية من الماء. حيث يمكن الطفل أن يشرب كوب من الماء كل ساعة.
  • ضرورة تناول الفواكه والخضراوات الطازجة لأنها غنية بالألياف المفيدة في عملية الهضم ومقاومة الإمساك.
  • يمكنك أيضا تقديم وجبة خفيفة كسناك صحي للطفل ما بين الإفطار والسحور مثل: الفشار.
  • الحد من الإكثار من السكريات والحلوى والمقليات لما لها من أضرار على صحة الطفل.
  • أما بالنسبة لوجبة السحور فيجب أن تحتوي على عناصر غذائية هامة أيضا مثل: الزبادي، والأجبان،  والفول لأنه من أهم مصادر البروتين النباتي المشبعة.
  • يفضل أيضا تناول الخبز الأسمر لأنه يحتوي على ألياف. يمد الجسم بالطاقة اللازمة ويشعره بالشبع لمدة أطول.
  • احرص على أن يتناول طفلك موزة واحدة على السحور يوميا لأنها تساعده على تقليل الشعور بالعطش في الصيام.

وفي النهاية، نسأل الله جميعا أن يبلغنا رمضان ويتقبل منا الصيام والقيام وسائر الأعمال. ولا تنسوا أن تقوموا بمتابعتنا أيضا عبر منصات التواصل الاجتماعي:

أترك رد

بريدك الإلكتروني أو أي معلومات سرية أخرى لن يتم نشرها.