السلسلة الوثائقية: الحروب الصليبية

0

تقدم لنا قناة الجزيرة الوثائقية على اليوتيوب سلسلة حلقات تاريخية عن الحروب الصليبية وما كان بها من أحداث، وذلك من خلال مجموعة رائعة من المؤرخين والتاريخيين العرب والأجانب، في مشاهد مصورة تساعد الجميع على فهم الأحداث ومعايشتها.

والآن هيا بنا نعيش معا في لمحة سريعة عن الحروب الصليبية.

محتوى حلقات سلسلة الحروب الصليبية

تحتوي سلسلة الحروب الصليبية على عدة حلقات سوف نتعرف من خلالها على أهم أحداث الحروب الصليبية وأسبابها، وماذا فعل المسلمون للدفاع عن أرضهم. كذلك سوف تستطيعون تصحيح المعلومات المغلوطة في التاريخ. وسنذكر من محتوى الحلقات ما يلي:

  • الصدمة
  • الصحوة
  • الوحدة
  • التطهير
  • النسخة السينمائية

وإليكم فيما يلي لمحة سريعة عن بعض حلقات السلسلة الوثائقية الحروب الصليبية.

الصدمة

“إذا خبر الإنسان أمور الافرنج رأى فيهم فضيلة الشجاعة والقتال ولا غير، كما في البهائم فضيلة القوة والحمل.”

أسامة بن منقذ

كان المجتمع  الأوروبي في القرون الوسطى مجتمعا إقطاعيا، حيث كانت الطبقة الأرستقراطية العسكرية تتحكم في مجموعات كبيرة من البشر ممن لا يملكون الأراضي.

كانت الطبقة العليا “النبلاء” تمتلك كل الأراضي الزراعية والأملاك، بينما لا يملك عامة الشعب شيئا وكانوا يلقبون بالأقنان “مفردها قِن” أي العبد ولا يمكن لهذا القِن أن يمتلك الأرض.

بينما كانت أوروبا تعيش في عصور الظلام والاضمحلال، كان العالم الإسلامي يعيش أبهى أيامه.

كان هناك عداوة بين الفاطميين والعباسيين، وكانت كل مدينة كبيرة في بلاد الشام عبارة عن إمارة أو مملكة. وعندما جاء الصليبيون استطاعوا الانتصار بسبب هذا التشرذم السياسي والسكاني.

بدأ الأوروبيون يقومون برحلات كثيرة جدا إلى بلاد الشرق، وكان منهم من يريد الحج مما أدى إلى وجود نوع من التعرف على الآخر.

في بداية الأمر كان يوجد نوع من الحسد والغيرة، وكانت تتولد مع رحلات الحج والتجارة فكرة الأرض التي ذكرها الكتاب المقدس والتي حملت قصة السيد المسيح، فكان لابد لهم أن يأخذوها من هؤلاء الأعداء المسلمون.

ومن هنا بدأ يتكون نوع من الدعاية اللذقه في تصوير المسلمين تبرر العدوان عليهم، حيث أخذ الأوروبيون يدعون لإنقاذ مدينة الرب من أيدي الأعداء، وتم إنشاء حملة تحت اسم مشروع الرب. ومن هنا كانت البداية.

الوحدة

أراد أرناط أن يهدم الكعبة وينبش قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في الحجاز، وبالفعل نزل مجموعة من الفرسان الصليبيين، ولكن قبل أن يصلوا إلى مكة استطاعت القوات المصرية أن تقبض عليهم وتغرق أسطولهم وعادوا بهم إلى السلطان العادل الأيوبي وهو أخو صلاح الدين الأيوبي، وكان حينئذ نائبه في القاهرة.

وأراد السلطان العادل أن يعيد الأسرى ويطلق سراحهم، ولكن أصر صلاح الدين الأيوبي أن يتم إعدامهم، وهذا ما قد حدث، حتى لا يتطاول أحد فيما بعد على الأراضي المقدسة.

على الصعيد الآخر، قام أرناط بارتكاب جريمة شنعاء، حيث قام بمهاجمة قافلة كبيرة جدا وأخذ منها سبايا وأسرى وقتل الكثيرين، حينذاك تملك الغضب صلاح الدين الأيوبي وأقسم على أنه إذا ظفر به سوف يقتله. وكان صلاح الدين يمتلك جميع المقومات التي تساعده على أن يبدأ الحرب.

عند القدس، وقف صلاح الدين وجيشه يتأملون أسوار المدينة التي توجهت لها وجوه المسلمين، وقد أقسموا على ألا يحول بينهم وبينها حامية الصليبيين.

كان صلاح الدين مُصرا على أن يقتحم القدس، لذا قام الصليبيون بطقوس غريبة جدا لاتقاء شره، حيث قاموا بجمع العديد من بنات النبلاء وقاموا بحلق رؤوسهن توسلا وتضرعا إلى الرب ليحميهم من هذا الهجوم الذي يقوده صلاح الدين. وقد أشار إليه أحد المهندسين أن أضعف بوابات بيت المقدس التي يمكن الدخول منها هي بوابة القديس إستيفانو، والتي تقع في الجهة الشمالية من بيت المقدس. وعندئذٍ دخلت الجيوش الإسلامية إلى بيت المقدس وعندئذٍ بدأ الصليبيون يعلنون التسليم.

وعند الانتهاء، سمح صلاح الدين الأيوبي للصليبيين أن يخرجوا، وبدأت عائلات النبلاء بالخروج في موكب سلمي ولم يتعرض لهم أحد من المسلمين.

قام الأغنياء بدفع الفدية ليتمكنوا من الخروج من القدس، ولكن الفقراء الذين لم يتمكنوا من دفع الفدية ورفض الأغنياء أن يساعدوهم قرر صلاح الدين الأيوبي أن يدفع عنهم جميعا من ماله الخاص فديتهم حتى يتمكنوا من الخروج من القدس.

التطهير

كان البابا اينوسنت الثالث يرى أن العالم الإسلامية يمثل عقبة بالنسبة له، فهو كالحية وهذه الحية رأسها مصر، فإذا وهنت مصر وسقطت فسوف يسقط العالم الإسلامي كله. لذا قام بتوجيه الدعوة لقيادة حملة لتعويض فشل الحملة الصليبية الثالثة. ولكن هذه الحملة فشلت في الحصول على وسائل نقل لها، لذا قاموا بتغيير مسار الحملة، فبدلا من أن تذهب إلى الشرق الإسلامي غيرت اتجاهها إلى القسطنطينية.

وبالفعل جنحت المطامع الدنيوية نحو القسطنطينية. قاموا بنهب القسطنطينية في عام 1204م وكان من اللافت أن تقوم الحمل. الصليبية بنهب أعظم مدينة مسيحية في العالم، وقد أثارت هذه الخطوة الغضب في أجزاء عدة في الغرب وخاصة في الإمبراطورية البيزنطية

في ذلك الحين كان البابا اينوسينت الثالث ينظر إلى البيزنطيين كأعداء للملة المسيحية وساوى بينهم وبين المسلمين في العداوة.

في ذلك الحين أيضا كان خلفاء صلاح الدين يتقاسمون حكم مصر والشام والعراق، وبينما اكتسب صلاح الدين شرعية وجوده وشرعية بناء دولته من تبتي مشروع الأمة في الدفاع عن مقدساتها ضد الصليبيين، لجأ هؤلاء الخلفاء إلى سياسة رد الفعل وعدم المبادرة واللجوء قدر الإمكان إلى السلام، على حين استمرت أوروبا في تلك الإثناء في توجيه المزيد من الحملات نحو مصر.

كان البابا اينوسينت الثالث مهووسا بالحروب الصليبية. فبعد فشل الحملة الصليبية الثالثة على بيت المقدس، والحملة الصليبية الرابعة على القسطنطينية، حاول بعد ذلك إطلاق حملة أخرى عرفت باسم الحملة الصليبية الخامسة. والتي كان هدفها المسير من خلال مصر واستغلال خصوبة نيلها وثرواتها لامتلاك الموارد التي تمكنهم من استرداد على بيت المقدس.

ولكن فشلت الحملة بسبب فيضان النيل وعدم درايتهم بكل ما يصيب مصر إثناء الفيضان، لذا عادت الحملة دون أن تحقق شيء. لكن حلم الصليبيين في امتلاك مصر ظل سرابا يراودهم ويجذبهم نحو مصر بين الحين والآخر، عاودت البابوية الدعوة إلى أباطرة الغرب، لأنها لم تجد شخصيات تتحرك. فلم يكن أمامهم  غير الإمبراطور فريدريك الثاني، قد قام البابا بضغط شديد جدا عليه ليقوم بحملة ولما امتنع قام بحبسه لمدة سنتين في الحرم الكنسي.

وظل البابا يحضه على ذلك حتى نشبت الحرب بينهما. ولكن جاته الفرصة على طبق من ذهب بسبب صراع أبناء الملك العادل الثلاثة. فاتفق الملك الكامل مع فريدريك الثاني على أن يأتي إلى الشرق ويساعده وفي المقابل يقدم له الملك الكامل بيت المقدس وقد دخل المدينة بأسطول ضئيل، حوالي 300 فارس ودخل بيت المقدس ولم ترق نقطة دماء، هذا غير ما فعلة الملك الكامل ترحيبا به. فماذا فعل ياترى؟؟

مشاهدة سلسلة حلقات الحروب الصليبية

يمكنكم مشاهدة سلسلة حلقات الحروب الصليبية على قناة الجزيرة الوثائقية على اليوتيوب، والتمتع بأدق التفاصيل والأحداث عن الحروب الصليلية على أيدي أفضل المؤرخين، وذلك من خلال الرابط التالي:

رابط الحلقات

وفي النهاية، نتمنى أن نكون قد قلمنا لكم نبذه مختصرة عن الحروب الصليبية وأحداثها، ولا تنسوا أن تقوموا بمتابعتنا أيضا على منصات التواصل الاجتماعي:

أترك رد

بريدك الإلكتروني أو أي معلومات سرية أخرى لن يتم نشرها.