قصة نبي الله سليمان بن داود عليهما أفضل الصلوات وأتم التسليم

0

“وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ”، ورث سليمان عليه السلام من أبيه داود الحكمة والملك، وكان من فضل الله عليه أن علمه لغة الطيور وسخر له الشياطين والجن يعملون بأمره.

سليمان والغنم

“وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ، فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ”.

اشتكى رجل لداود عليه السلام أن غنم جاره قد أكلت وأتلفت زرعه، فحكم داود عليه السلام بأن يأخذ صاحب الزرع الأغنام تعويضا عن خسارته، ولكن كان لسليمان عليه السلام حكما آخر فقد رأى بأن يزرع صاحب الأغنام الأرض حتى يعوض ما أتلفته غنمه، ويأخذ صاحب الأرض الأغنام ينتفع بها إلى حين نمو الزرع ثم يعيد الأغنام إلى صاحبها، وكان حكم داود صحيحا ولكن حكم سليمان أصح.

يمكنك أيضا الإطلاع على: قصة نبي الله داود عليه السلام.

سليمان والنملة

ففي أحد الأيام ركب سليمان في جيشه الذي كان يتكون من الإنس والجن وجميع أنواع الطيور وأشكالها تُظِله وتُظِل جيشه العظيم،  فلما وصلوا إلى واد النمل قالت نملة: “يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ” فنادت وأمرت وحذرت قومها واعتذرت عن سليمان وجنوده وهنا فهم سليمان مقالة النملة “فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ”.

سليمان والهدهد

أما قصة سليمان مع الهدهد ففي أحد الأيام تفقد سليمان الطيور فقال: “مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ” وأقسم ليذبحنه أو ليعذبنه لغيابه بدون إذن وعذر، ولما جاء الهدهد أخبره عن ملكة سبأ “بلقيس” التي كانت وقومها يعبدون الشمس من دون الله فأرسل إليها نبي الله سليمان رسالة مع الهدهد جاء فيها: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ، أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ” فجمعت “بلقيس” مستشاريها وطلبت مشورتهم فقالوا: “نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ” أي أنهم أخبروها بأنهم قادرين على القتال وأن الأمر أولا وأخيرا يرجع إليها، فقالت: “إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً ۖ وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ”.

ثم اتفقوا على إرسال هدية لاختبار سليمان، فإن قَبِل الهدية فهو ملك وإن لم يقبلها فهو نبي مرسل، ولما لم يقبل سليمان الهدية وغضب وقال: “أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ” عندئذ قررت “بلقيس” الذهاب إليه، وكان نبي الله قد سأل الملأ عنده “أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ” وعرشها هو كرسي العرش الذي تجلس عليه، وكان مُزينا بأنواع مختلفة من اللآلئ والجواهر، فلما أحضروه أمر أن يغيروا في شكله وأن يبدلوا مواضع الجواهر واللآلئ، ولما حضرت بلقيس لقصر سليمان سألوها: أهكذا عرشك؟ قالت: “كأنه هو” وكان ردها هذا دليل على ذكاءها فلقد تركت عرشها في سبأ فكيف وصل إليه سليمان؟ ثم لما رأت الآيات أسلمت مع سليمان لله رب العالمين.

وفاة سليمان عليه السلام

كانت الشياطين والجن تعمل بأمر سليمان عليه السلام قال الله تعالى “وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ”، وقال أيضا “وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ، وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ” فلما قضى الله بموته مات سليمان وهو متكئ على عصاة له ولم تعلم الشياطين ولا الجن بذلك إلا بعدما أكلتها الأرضة -وهي حشرة- ووقع سليمان عليه السلام فعندئذ علمت الشياطين والجن بأن سليمان عليه السلام قد مات “فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ”.

مشاهدة مسلسل سليمان الحكيم

لا تنسى أن تقوم بمتابعتنا أيضا على منصات التواصل، وهي:

أترك رد

بريدك الإلكتروني أو أي معلومات سرية أخرى لن يتم نشرها.