قصة أصحاب الأخدود من أولى القصص القرآنية التي يتعرف عليها الأطفال. حيث تحمل الكثير من العبر والمواعظ، كما أنها تعد إحدى قصص سور جزء عم “سورة البروج” حيث يبدأ الأطفال بحفظه في سن مبكر. لذا فينبغي علينا أن نقص عليهم قصص القرآن الكريم. لكي يتدبروا معاني آياته ويكتسبوا الحكمة والموعظة من تلك القصص التي جعل الله لنا جميعا فيها عبرة وعظة. وسوف نستعرض من خلال هذا المقال قصة أصحاب الأخدود للأطفال بأسلوب موجز ومبسط.
من هم أصحاب الأخدود؟
أصحاب الأخدود هم قوم يرجع أصلهم إلى نصارى نجران جنوب الحجاز باليمن. وكانوا يريدون إتباع دين التوحيد والإيمان بالله الواحد الأحد. ولكن كان بها ملك ظالم يدعى يوسف ذو النواس الحمياري يرفض هذا الدين فقام بحفر الأخاديد وأمر بإلقاء كل من يريد إتباع ذلك الدين بها.
قصة الغلام والراهب
في قديم الزمان كان هناك غلام يدعى صالح عبدالله يعيش في نجران مع غيره من النصارى. في هذه المدينة التي كان يحكمها ملك ظالم. ومع ذلك شب هذا الغلام في وسط هذه البيئة الفاسدة، حيث كان بارعًا في سحر أعين الناس وكان الساحر المقرب إلى الملك يستغل ذلك الغلام في تعليمه السحر وكيف له أن يسحر أعين الناس.
وذات يوم وهو عائدا إلى بيته قام الراهب الذي كان يدعو الناس لعبادة الله عزوجل بإيقاع ذلك الغلام في البئر. حتى يكف عن سحر أعين الناس ويتجه معه لدعوة الناس لعبادة الله. وعندما عاد إلى الساحر مرة أخرى فسأله عن سبب تأخره فقال له: ” إنما حبسني أهلي” حتى لا يعلم الساحر أمرا عن مقابلة الراهب للذلك الغلام.
وبالفعل أخبره الغلام بذلك ولكن الساحر قال له أن هذا لا يصدق. وأن سبب تأخيره هو خوفه من الدابة فصدق الغلام على كلامه حتى لا يعلم أمرا عن الراهب. فوقع الغلام في حيرة من أمره وكان يريد أن يعرف أيا من على صواب الساحر أم الراهب. وعندما عاد الغلام ما رأى هذه الدابة تقطع على الناس طريقهم فدعا الله في نفسه أن يلهمه الصواب. وقال: “اللهم إن كان شأن الراهب عندك أفضل من الساحر فاقتل هذه الدابة بحجر”. وعندما القى الغلام على الدابة الحجر ماتت فتأكد الغلام أن الراهب كان على حق. وبدأت رحلة الغلام في محاربة الملك الظالم والساحر الملعون.
قصة أصحاب الأخدود
أخذ الناس يتحاكون بشجاعة وبسالة الغلام بعد أن استطاع قتل الدابة. فالبعض يقول ساحر والبعض يقول مغوار والبعض الأخر يظن أن يستطيع فعل أي شئ. حيث كان يلجأ الناس إليه لكي يدعو الله لهم بالشفاء حيث كان يبرئ الأكمه والأبرص ويعالج الضرير أو العمى. حتى جليس الملك الضرير ذهب إليه ليعيد إليه بصره بفضل الله تعالى.
وذات يوم جاء إلى الملك رسول من نجران ليخبره أنه ظهر دين جديد على يد نبى الله عيسى عليه السلام. وبدأت الفئات المختلفة الوثنين واليهود تؤمن بالله الواحد القهار وتصدق برسالة عيسى التي أتى بها. فغضب الملك كثيرا عند سماع تلك الأخبار وتسأل عن المسئول عن نشر ذلك الدين داخل مملتكه فأجابه الرسول بأن الغلام هو من يدعو الناس بذلك.
فقرر الملك الانتقام من الغلام وكل من آمن بالله من قومه. فقام بقتل جليسه الضرير والراهب الطيب. وحبس الغلام وكان يعذبه اشد العذاب وكان يطلب منه أن يخبر الناس أنه قتل الدابة بأمر م الملك الظالم وليس بأمر الله.وعندما كان يرفض الغلام أن يضلل الناس كان يزيده عذاب.
وبعد فترة من تعذيب الغلام افترح الساحر أن يتركه ليرحل حتى لا يكون بطل يلتف الناس حوله ويصدقوا به. فكلف الساحر رجلا ينادي في القوم بأن الملك أمر بفك أسر الغلام وتعيينه أحد قواده حتى يدبر له مكيدة بقتله. وبالفعل ذهب الغلام مع جنود الملك فوق قمة أحد الجبال لأداء مهمة كلفهم الملك بها. وعندما صعدا جميعا إلى سطح الجبل دعا الغلام ربه أن ينجيه فاهتز الجبل وسقط جنود الملك من فوقه فماتوا جميعا.
وعاد الغلام إلى الملك مرة أخرى يدعوه أن يتوقف عن ظلمه ويتجه لعبادة الله. فما كان جوابه إلا أن توعد لقتله مرة أخرى ولكنه لم يستطيع إلا بأمر الله. حيث قال الغلام للملك إذا كنت تريد قتلي حقا فامسك رمحك وقل بسم رب الغلام بصوت عال وسط حشد من الناس. فوقع السهم في صدر الغلام وسقط قتيلا أمام أعين جميع الناس التي آمنت برب العالمين في ذلك المشهد العظيم.
فأراد الملك الانتقام من جموع الناس بأن قام بأمر جنوده بحفر أخاديد في الأرض وإشعالها بالنار وإلقاء الناس بها. وشهد الملك الظالم وجنوده مشهد العذاب لذلك المؤمنين الذين أعد الله لهم في الجنة أجر عظيم.
وبهذا نكون قد انتهينا من قصة أصحاب الأخدود، نتمنى أن تنال إعجابكم وانتظروا المزيد من قصص القرآن للأطفال. ولا تنسوا أيضا أن تقوموا بمتابعة كل ما نقدمه لكم عبر منصات التواصل الاجتماعي الموجودة في الروابط التالية: